تراجعت العقود الآجلة للقمح إلى أدنى معدل لها منذ أكثر من أسبوع، وسط مؤشرات على أن المعروض العالمي قد لا يكون مقيدا كما كان يخشى البعض بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية منذ أكثر من شهر.
وأفادت وكالة بلومبيرغ للأنباء أمس، أن الأسعار تراجعت للمرة الرابعة خلال خمسة أيام، كما تراجعت بواقع أكثر من 20 في المائة من الرقم القياسي اليومي الذي تم تسجيله في الثامن من مارس.
وفي الوقت نفسه، تراجعت حدة الضيق الوشيكة، بسبب تقلص تكلفة التسليم لماي إلى نحو 50 سنتا للبوشل، مقارنة بنحو 2.75 دولار في مطلع مارس.
يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير المالية الفرنسي برونو لو مير خلال زيارة رسمية للقاهرة إن فرنسا ستضمن حصول مصر على احتياجاتها من القمح في الأشهر المقبلة.
وبحسب “رويترز”، أضاف لو مير “سنقف إلى جانب مصر لضمان حصولها على القمح الذي تحتاج إليه في الأشهر المقبلة”.
وتسببت الحرب الروسية – الأوكرانية التي بدأت منذ أكثر من شهر في اضطراب أسواق الحبوب العالمية من خلال تعطيل الإمدادات الضخمة من القمح والذرة وزيت دوار الشمس عبر البحر الأسود.
ويعمل الاتحاد الأوروبي على وضع خطة لزيادة مساحة أراضي الكتلة التي يمكن تخصيصها للإنتاج الزراعي وتخفيف قيود استيراد الأعلاف الحيوانية والبحث في تقديم مزيد من المساعدات المباشرة لمزارعي الاتحاد الأوروبي، على ما أفاد وزراء الزراعة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أخيرا، إن الصراع “سيجلب قريبا خطر المجاعة” ما يؤثر في الأمن الغذائي ليس فقط في أوروبا لكن في كل أنحاء العالم.
وأوضح “نحن نحتاج إلى التطرق لقضية الأمن الغذائي العالمي لأننا نعرف حجم إنتاج الحبوب، خصوصا من أوكرانيا وروسيا، ونرى عواقب الحرب”.
وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية المزروعة والأسمدة خصوصا القمح والذرة وبذور عباد الشمس.
تعد روسيا أكبر مورد للأسمدة النيتروجينية وثاني أكبر مورد للأسمدة البوتاسية والفوسفورية.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” أخيرا إن الأسعار العالمية للحبوب والأسمدة قد ترتفع بنسبة تراوح بين ثمانية و22 في المائة نتيجة الحرب في أوكرانيا وتأثيرها في سلاسل الإمداد.
وتوقعت أيضا أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون نقص التغذية بنحو ثمانية ملايين ليصل إلى 13 مليون شخص خلال العام الحالي والعام المقبل ولا سيما في منطقة آسيا المحيط الهادئ وإفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكان مسؤول في برنامج الأغذية العالمي قد ذكر أن سلاسل الإمدادات الغذائية في أوكرانيا آخذة في الانهيار مع تدمير البنية التحتية الرئيسة مثل الجسور والقطارات بالقنابل، كما بات كثير من متاجر البقالة والمستودعات خالية من السلع.