الرئيسيةالأولىلماذا حدد صندوق النقد الدولي شهر ديسمبر لتوقيع اتفاق مع تونس

لماذا حدد صندوق النقد الدولي شهر ديسمبر لتوقيع اتفاق مع تونس

قال الأستاذ الجامعي المختص في الاقتصاد والخبير لدى قسم الدراسات التابع للاتحاد العام التونسي للشغل عبد الرحمان اللاحقة في تدوينة له تعليقا على الموافقة المبدئية التي تحصلت عليها تونس من قبل صندوق النقد الدولي يوم أمس ان قرار ترحيل الإتفاق النهائي لشهر ديسمبر وعلى الأرجح بعد “الإنتخابات يعود ” لسببين : غياب رؤية واضحة حول الوضع السياسي في البلاد والتطورات المستقبلية وإحترام أسس الديمقراطية وإحترام الحريات خاصة في ظل الأحداث الأخيرة والتضييقات التي يتعرض لها المجتمع المدني.

وتحت عنوان تعليق أولي حول مشروع الإتفاق مع صندوق النقد كتب اللاحقة ” كثر الحديث حول الإتفاق الممضى يوم السبت مع صندوق النقد والمبلغ المتحصل عليه ومدته ومن من المهم إبداء الملاحظات التالية :

1) القرض الحالي يدخل في خانة “التسهيلات الائتمانية الموسعة” (MEDC) وتختلف عن اتفاقيات الإستعداد الائتماني (Standby arrangement) و النوع الأول موجه للدول المدعوة للقيام بإصلاحات عميقة وهيكلية.

2) مدة السداد أطول بين 4 و-10 سنوات في حين أن سداد قرض الإستعداد الائتماني Standby arrangement يكون بين 3 و-5 سنوات.

3) صندوق النقد إختار أن يكون الإتفاق على 4 سنوات عوض 3 سنوات المعتادة وهو ما يعكس ضعف الثقة في قدرة الحكومة الحالية على تنفيذ الإصلاحات وضرورة أن يبقى الإقتصاد التونسي أطول فترة ممكنة تحت مراقبة الصندوق.

4) قانونيا كان يمكن الحصول على قرض 1 مليار سنويا أو 4 مليار على مدة 4 سنوات وهو ما يمثل 145% من حصة تونس في الصندوق لكن هذا الأخير إختار أن يعطي نصف المبلغ القانوني أو المطلوب وهو ما يعكس مرة اخرى ضعف ثقة الصندوق في قدرة تونس على السداد. للعلم وحسب لوائح الصندوق لا يمكن أن تتجاوز الإلتزامات الجملية لبلد ما 435% من حصته في الصندوق بإعتبار القروض الغير مسددة.

5) نسبة الفائدة ستكون في حدود 3.155% (2.155 نسبة فائدة حقوق السحب + 1%) إضافة إلى 0.15% من المبلغ الجملي (تكاليف دراسة الملف) و- 0.5% على كل شريحة مسحوبة من القرض.

هذه الملاحظات في الجانب التقني. في الجانب السياسي إختار الصندوق أن يرحل الإتفاق النهائي لشهر ديسمبر وعلى الأرجح بعد “الإنتخابات” لسببين : غياب رؤية واضحة حول الوضع السياسي في البلاد والتطورات المستقبلية وإحترام أسس الديمقراطية وإحترام الحريات خاصة في ظل الأحداث الأخيرة والتضييقات التي يتعرض لها المجتمع المدني.

القرار النهائي لن يكون تقنيا بحت بل ستلعب فيه الجوانب السياسية دورا مهما.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!