الرئيسيةالأولىلماذا يجلب عدد من المهاجرين السلع المستعملة الى بلدانهم الأصلية

لماذا يجلب عدد من المهاجرين السلع المستعملة الى بلدانهم الأصلية

أوقف حرس المرور الفرنسي، بحر الأسبوع الماضي مهاجرا مغاربيا على الطريق السريع “A20” المؤدي إلى تولوز، كان متوجها لقضاء عطلته في مسقط رأسه بسبب تجاوز الحمولة المسموح بها بحوالي 400 كيلوغرام.

وأوضح الحرس الفرنسي، في بيان مقتضب تعليقا على هذه الواقعة، أن الحمولة الزائدة تؤدي إلى زيادة مسافة الكبح كما يمكن أن تؤدي إلى فقدان السيطرة على السيارة في حال وقوع خلل ما؛ وهو ما يزيد بشكل كبير من خطر وقوع حوادث السير، حيث سبق للسلطات الفرنسية أن أوقفت مجموعة من المهاجرين المغاربة ارتباطا بهذا الموضوع، وفرضت عليهم غرامات مالية، كما تشدد المراقبة على حمولة سيارات المهاجرين العائدين إلى أوطانهم خلال هذه الفترة من كل سنة.

ويبدو أن هذه الثقافة ما زالت حاضرة لدى عدد من المقيمين بالخارج، وهو ما يفسره الدكتور المغربي محسن بنزاكور، المتخصص في علم النفس الاجتماعي، بالقول إن “هناك مجموعة من العوامل المفسرة لهذه الظاهرة؛ أولها الطلب الكبير على المتلاشيات والخردة القادمة من الخارج بين أوساط بعض المغاربة الذين ما زالوا يعتبرون أن المنتج الأجنبي أفضل من المنتج الوطني، وهو ما يمكن أن نلخصه في فكرة “الهمزة” التي ما زالت سائدة”، مشيرا إلى الدولة أصبحت تحارب هذه الأفكار من خلال الرهان على جودة المنتج المحلي.

Tunisie Telegraph — الأولى لماذا يجلب عدد من المهاجرين السلع المستعملة الى بلدانهم الأصلية

بنزاكور يقول أن “العامل الثاني لاستمرار بعض المهاجرين، خاصة الأوائل، في جلب السلع المستعملة من الخارج يرتبط بالثقافة العائلية السائدة، حيث إن العائلات المهاجرة تنتظر قدوم فصل الصيف الذي يعرف توافد أفراد الجالية من أجل الحصول على هدايا بغض النظر عن قيمتها ونوعها، حتى أصبح الأمر واجبا؛ وهو ما يدفع المهاجر المغاربي إلى مثل هذه السلوكيات من أجل إرضاء أفراد عائلته ومحيطه القريب”.

وشدد المتخصص في علم النفس الاجتماعي على أن “هذه الثقافة غائبة لدى الأجيال الجديدة من المهاجرين المغاربة الذين تجاوزوا هذا الطرح؛ لأنهم لم يعيشوا العلاقات الأسرية في بلدانهم الأصلية بالشكل التقليدي، على عكس آبائهم وأجدادهم”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “هناك ظاهرة أخرى مرتبطة بهذا الموضوع، وهي ظاهرة المهاجرين المغاربة الذين يجلبون معهم سلعا مستعملة من قبيل الدراجات والحواسيب وغيرها ويعرضونها ويفرشونها في الأسواق لبيعها، حيث تحضر هذه الظاهرة بقوة في المدن التي تعرف نسبا مهمة من المهاجرين”، مسجلا أن “تفسير هذه الظاهرة اقتصادي محض، حيث يلجأ هؤلاء المهاجرون إلى هذه الطريقة من أجل تغطية مصاريف السفر والطريق، خاصة أن أغلبهم من العمال الأوائل ذوي الدخل المنخفض نسبيا مقارنة مع الجيل الجديد من المهاجرين الذين تحسنت وضعيتهم المادية ويشغلون مناصب عليا في بلدان المهجر؛ وبالتالي فإن هذه الممارسة غائبة لديهم هي الأخرى”.

وفي وقت سابق اعلن ديوان البحرية التجارية والموانئ، عن منع انزال ودخول كل سيارة نفعية او شاحنة محملة فوق سقفها باغراض وادباش عبر ميناء حلق الوادي.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!