بعد خمس سنوات تربع فيها خالد المشري، على كرسي رئاسة مجلس الدولة الاستشاري، تمت إزاحته خلال انتخابات تم التحضير لها منذ عدة أيام، تمكن عبرها محمد تكالة من الفوز بعد جولتين من التصويت.
وتكالة الذي فاز برئاسة مجلس الدولة، لم يكن من القيادات البارزة في المجلس ولا في قيادة الجماعة، إلا أنه تمكن من الجمع بين دعم عبدالحميد الدبيبة الذي تحولت خلافاته مع خالد المشري إلى خصومة حقيقية، ودعم عماد البناني، رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان في ليبيا، وهو ما يعتبره البعض كلمة السر في فوزه بفارق خمس أصوات.
ومحمد تكالة، الذي ولد سنة 1966 يحمل درجة الدكتوراه في هندسة الشبكات، وهو أحد خريجي المعهد العالي للإلكترونات ببني وليد، وعمل كمعلم في لية الهندسة بجامعة المرقب، التي تولى عمادتها في سبتمبر 2011 مستثمرا إنضمامه لحراك فبراير، حيث تجاوز الجامعة ليصبح عضوا بالمجلس المحلي يمدينة الخمس في أكتوير من نفس السنة.
وبدأ نشاطه السياسي المعلن في أوت 2012 عندما تقلد منصب عضو في مكتب رئاسة المؤتمر الوطني العام بصفة مراقب، ونظرا لانتمائه لتيار الإخوان، تم ضمه إلى مجلس الدولة منذ تأسيسه سنة 2016 عقب اتفاق الصخيرات.
تقلد رئاسة لجنة تنمية وتطوير المشروعات الاقتصادية والاجتماعية في مجلس الدولة، كما كان عضوا في فريق الحوار كممثل لمجلس الدولة، وعضو في منتدى الحوار السياسي الذي فاز فيه عبدالحميد الدبيبة برئاسة حكومة الوحدة.
واعتبارا من يوم الأحد 6 أوت 2023 أصبح محمد تكالة، رئيسا لمجلس الدولة بعد حصوله على 67 صوتا، خلفا لسلفه خالد المشري، الذي تحصل على 62 صوت، في الجولة الثانية من انتخابات المجلس.
وبمجرد فوز تكالة برئاسة مجلس الدولة، وكان عبدالحميد الدبيبة أول المهنئين، وأعقبه عماد البناني رئيس حزب العدالة والبناء، وهما من ترددت أنباء قبل انتخابات مجلس الدولة، بأن محمد تكالة هو مرشحهما المدعوم للإطاحة بخالد المشري، من رئاسة المجلس لاسيما عقب إصراره على المضي في تنفيذ خارطة طريق مشتركة مع مجلس النواب ضمن بنودها تشكيل حكومة جديدة على حساب عبدالحميد الدبيبة.