وسط أجواء التوتر الأمني الذي تعيشه العاصمة طرابلس، خصوصًا الأسابيع الأخيرة على خلفية التنازع القائم على السلطة والشرعية بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، شهد محيط جمعية الدعوة الإسلامية بمنطقة السواني بالطرف الغربي الجنوبي لطرابلس اشتباكات بين مجموعة مسلحة تابعة تابعة لآمر المنطقة الغربية أسامة الجويلي (مؤيد لباشاغا) و«القوة المتحركة» وهو تشكيل محسوب على المكون الأمازيغي، منضوٍ تحت رئاسة الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة.
ممر حيوي وسط العاصمة طرابلس
الاشتباكات التي اندلعت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، انطلقت شرارتها حين هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لآمر المنطقة الغربية أسامة الجويلي مقار سيطرت عليها «القوة المتحركة»، ومنها ما يعرف بـ«معسكر الجبس»، فيما سمع دوي إطلاق نار بأسلحة ثقيلة وخفيفة – الساعة 1 فجر السبت (بتوقيت طرابلس)، وفق رواية شهود عيان .
وتضاربت الأنباء بشأن سير الاشتباكات؛ إذ أفادت أنباء بسيطرة القوات التابعة للجويلي على معسكر الإمداد والتموين بمنطقة الفلاح في طرابلس، في مقابل إعلان صد الهجوم على المعسكر، وفق تسجيلات مصورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي الليبية. ولم ترد على الفور تقارير رسمية عن سقوط ضحايا، لكن مصادر قالت إن الاشتباكات تسببت في سقوط قتلى وجرحى. وتشكل منطقة الاشتباكات ممرًا حيويًا باتجاه وسط العاصمة، إذ سبق أن شهدت مثل هذه الأيام من العام 2014 معارك طاحنة بين الأطراف المتحاربة للسيطرة على العاصمة، التي شهدت تدمير، وحرق مطار طرابلس الدولي.
الرئاسي قرر حل كل الغرف العسكرية
يأتي ذلك بعد يومين من صدور قرار المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، بحل كل الغرف العسكرية التي جرى إنشاؤها منذ سنوات، وعددها 15 غرفة عسكرية، وفق ما نقلت «بوابة الوسط» عن مصدر عسكري الأربعاء الماضي، ومنها غرفة عمليات المنطقة الغربية التي يرأسها اللواء أسامة الجويلي.
وفي 21 يوليو الماضي، عاشت العاصمة طرابلس أجواء توتر أمني جراء تحشيدات عسكرية من قبل عدد من المجموعات المسلحة، واصطفاف سياسي الذي استقوى أطرافه ببعض المجموعات المسلحة في الصراع الدائر على السلطة في البلاد. خصوصًا بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة بين قوات «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة»، و«كتيبة ثوار طرابلس» وأسفرت عن سقوط 16 قتيلًا، فيما أصيب 52 آخرون. وفي 24 جويلية ثي، وقع تراشق بالسلاح الخفيف، وتطور إلى تبادل إطلاق نار بالسلاح المتوسط بين عناصر من كتيبة «فرسان جنزور» وقوة تابعة لقيادة المنطقة الغربية التي يقودها اللواء أسامة الجويلي.
الاشتباكات جاءت على خلفية استمرار تنازع السلطة بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا المعينة من مجلس النواب في فبراير الماضي ومنحها الثقة في مارس.