في رسالة مفتوحة موجهة الى رئيس الجمهورية قالت الممثلة ليلى طوبال المعروفة بدفاعها المستميت على خيارات رئيس الجمهورية وهو تؤكده مرة أخرى عبر رسالتها
أنها ترفض أن تسجن الكلمة “مهما كان صناعها، لذلك أطلب منك النظر في إلغاء الفصل 24 (القسم الفرعي الثالث من المرسوم 54) والذي ـ حسب ما أرى وأقرأـ يحاكم الصحفيون والمدونون بناء عليه. وتأكد أن تونس العشق تونس المقاومة والصمود ستكون أجمل واقوى بدون قيود على الراي والكلمات.”
وفي ما يلي نص الرسالة ” رسالة مفتوحة الى الأستاذ قيس سعيد
رئيس الجمهورية التونسية
أكره الكلام المنمّق الذي يبحث عن التعبيرات الملائمة التي تراوغ بين حرف وشعار وعن ممحاة تستعمل عشرات المرات لتكون الكلمات مناسبة للقالب وجاهزة للإرسال. لن أطيل ولن اكتب كلاما، بل سأقصّ لك إحساسي وبعض من حزني.
أنا معك لأني لا اشك في حبك وصدقك ووفائك لتونس، أنا معك في حربك على الفساد الذي أنهكنا وأنهك كل القطاعات واستفحل كالسرطان في البلاد، أنا معك في الدفاع عن سيادة تونس ورفضك القاطع للتدخل الأجنبي في شأننا الداخلي، أنا معك … يكفي… قلت لن أطيل وإحساسي صاحب فكرة الرسالة المفتوحة يستعجلني.
“العصفور الذي خرج من القفص لن يعود ابدا إليه” أستعير كلماتك لأقول لك أن العصفور خرج من القفص لكنه لم يحلّق بعد، لم يغنّي بزوغ الشمس بعد، لم يرقص مع أزهار الربيع، لم يقبّل غصن شجرة بعد، لا يمكن أن يعود العصفور الى القفص وقد ناضل آلاف الصادقين واستشهد المئات ليبقى حرا طليقا.
يأتي هذا العصفور الى نافذتي كل صباح فأطعمه حبات الامل، وارفض بكل ما اوتيت من حبّ للوطن أن يعود العصفور للقفص.
سيدي الرئيس، بالرغم من الانفلات والخلط المقصود والغير مقصود بين حرية الراي والتعبير والتحليل المضحك المبكي والتدوين والشتم والثلب وترويج الاخبار الزائفة والعمل بدون هوادة على تدمير نفسية المواطن، يبقى المساس من اهم مكاسب الثورة وهي حرية التعبير وحرية الراي وحرية الصحافة أمرا مرفوضا شكلا ومضمونا، لست أنت من تمس من شرفك ووطنيتك تدوينه أو شتيمة، وليست تونس، ثورة الشغل والحرية والكرامة التي نجد اليوم وراء قضبانها صحفيين وسجناء رأي، ولست أنا التي كرّست حياتي وفنّي للدفاع عن الحرية من تتخلى عن هذا النهج.
سيدي الرئيس، أنا جاهلة للقانون، أكتب أحاسيسا وأضع فوقها ألوانا وعطرا للوطن، أرفض أن تسجن الكلمة مهما كان صناعها، لذلك أطلب منك النظر في إلغاء الفصل 24 (القسم الفرعي الثالث من المرسوم 54) والذي ـ حسب ما أرى وأقرأـ يحاكم الصحفيون والمدونون بناء عليه. وتأكد أن تونس العشق تونس المقاومة والصمود ستكون أجمل واقوى بدون قيود على الراي والكلمات.
المواطنة
ليلى طوبال”