عكس الشائع في البلاد بكون التوانسة شعبا معطاء، فإن مؤشر العطاء العالمي لسنة 2023 لم يمنح تونس مرتبة متقدمة؛ بل حلّت المغرب في الرتبة ال131 عالميا في مؤشر العطاء العالمي ضمن 142 دولة شملها المؤشر، بمعدل 24 نقطة من أصل 100 نقطة.
وحسب المؤشر سالف الذكر، فإن ما يميز المغاربة هو الانخراط في مساعدة الغرباء، إذ يقوم 57 في المائة من التوانسة بمساعدة الغرباء. في المقابل، حلوا في أسفل قائمة الأشخاص الذين يتبرعون بالمال، إذ اعتبر المؤشر أنه فقط 6 في المائة فقط يتبرعون بالمال وفقط 9 في المائة يتطوعون للعمل الخيري.
على صعيد دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أيضا، حلت البلاد متأخرة، في الرتبة التاسعة؛ فقد تصدرت القائمة الكويت التي حلت في الرتبة السابعة عالميا، متبوعة بالإمارات العربية المتحدة في الرتبة الـ11، ثم ليبيا في الرتبة الـ44، والعراق في الرتبة الـ51، والسعودية العربية في الرتبة الـ69، والجزائر في الرتبة الـ111، فالأردن في الرتبة الـ124، وفلسطين في الرتبة الـ125 والمغرب المرتبة128 .
على الصعيد العالمي، تصدرت إندونيسيا القائمة بمعدل 68 نقطة من أصل 1001، متبوعة بأوكرانيا، ثم كينيا، فليبريا والولايات المتحدة الأمريكية وماينمار، تليها الكويت فكندا ونيجيريا، ثم نيوزيلندا.
يذكر أن المؤشر صادر عن “مؤسسة المساعدات الخيرية”، الموجود مقرها بالمملكة المتحدة، وكانت خلاصاته متفائلة على الصعيد العالمي، إذ قال نيل هيسلوب، الرئيس التنفيذي للمؤسسة: “يعطينا المؤشر أسبابا للتفاؤل المفعم بالأمل على خلفية عدم الاستقرار العالمي. ويظهر الكرم المتزايد الذي رأيناه نتيجة لكوفيد 19، إذ ما يقرب من ثلاثة أرباع البشرية فعلت شيئا لمساعدة الآخرين خلال عام 2022”.
وأضاف هيسلوب إن “الكرم فطري جدا في السلوك البشري. فهو شيء يربطنا ببعضنا البعض كمجتمع عالمي”، موجها دعوة إلى الحكومات هذا العام وتقديم المزيد من الدعم لأولئك الذين يستطيعون التبرع بالمال والوقت، وتعزيز منظمات المجتمع المدني النابضة بالحياة والمشاركة، التي تتعامل مع المواضيع الاجتماعية والبيئية وتواجه تحديات وتداعيات الصراع والنزوح.
وشدد الرئيس التنفيذي لمؤسسة المساعدات الخيرية على أنه “يجب على الجمعيات الخيرية أيضا أن تقوم بدورها للمساعدة في مواصلة البناء والثقة في عملهم والتفاعل معه”.