أقرت المديرة العامة للسياسات النقدية بالبنك المركزي التونسي ريم القلصي، بوجود شح في السيولة لدى البنوك التونسية.
وفي اتصال هاتفي لها في برنامج الماتينال اليوم الإثنين 24 أفريل 2023، قالت ريم القلصي إن هذا الشح متأتٍ من النقود المتداولة ومن رصيد الخزينة ومن موجودات العُملة.
وأوضحت أن هذه العوامل الثلاثة تتسبب في شح لدى البنوك التونسية، علاوة على تفاقم العجز التجاري واستعمال العملة.
ولكن ما ذا يعني شح السيولة لدى البنوك التونسية والى أين يؤدي
الخبير في الاقتصاد والأسواق المالية معز حديدان تحدث اليوم الى موزاييك حيث أكد أن أبرز التداعيات المباشرة لشح السيولة لدى البنوك التونسية هو ”ترفيع منتظر خلال الأيام القادمة في سعر الفائدة في السوق النقدية المقدرة حاليا بـ 8%” مرجحا أن ”تصل إلى 9%”.
واعتبر حديدان أنه لا خوف على خلاص أجور الموظفين في ظل شح السيولة لدى البنوك، باعتبار أنّ الدولة هي التي تقترض من البنوك وتساهم أكثر في شح السيولة لضمان تسديد الأجور عن طريق الخزينة العامة للبلاد.
كما أوضح حديدان أن شح السيولة بالعملة التونسية يؤثر على امكانية سداد الدولة لقروضها الخارجية خصوصا إذا لم تتمكن من الحصول على تمويلات من الخارج، مبينا ان الدولة تعمل على توفير الدينار التونسي لاقتناء العملة الصعبة من البنك المركزي بهدف خلاص قروضها الخارجية التي يحل اجل سدادها.
وقال حديدان ان شح السيولة لدى البنوك يعود اساسا الى ثلاثة عوامل اولها الاموال المتداولة نقدا نتيجة عمليات السحب خلال المناسبات كالاعياد، ويتمثل العامل الثاني في العجز المسجل في الميزان التجاري الذي يدفع المتعاملين الاقتصاديين الى شراء العملات الاجنبية بالدينار التونسي لتوريد مستلزماتهم.
اما العامل الثالث وفق حديدان، فيتمثل في سحب الخزينة العامة للدولة الاموال من البنوك ووضعها في حسابها لدى البنك المركزي وهو ما حصل في الايام الاخيرة، باعتبار ان الخزينة كان لها تسديدات هامة مما دفعها الى القيام بعمليات اصدار رقاع قصيرة المدى كان تمويلها من البنوك للايفاء بالتزامتها وهو ما ساهم في شح السيولة،