كشف عبد المنعم بلعاتي وزير الفلاحة اليوم أمام مجلس نواب الشعب أن تونس تعاني من شح في المياه بسبب حالة الجفاف المتواصلة وارتفاع دردات الحرارة بشكل متسارع أثر على مخزون السدود التي لا تتجاوز اليوم ال34 بالمئة وهو أمر مقلق للغاية .
بلعاتي أضاف ان هذه الوضعية البيئية أثرت أيضا على مخزوننا من المياه السطحية بسبب التبخر مما يتسبب في ضياع ما بين 600 700 مكعب يوميا ولمواجه هذه الوضعية يقول بلعاتي شرعنا في البحث مع أهل الاختصاص من شباب تونس في كيفية التعامل مع التبخر وسنعمل في القريب العاجل على الاعتماد على الاستمطار الصناعي في البحيرات الصغيرة في اطار التعاون مع بعض الدول .
بلعاتي قال أن هذه الحلول نجحت فيها دول أخرى منذ سبعينات القرن الماضي مشيرا الى أن تونس مازلت في الخطوات الأولى وقد شرعنا في بعث لجنة على المستوى الوطني وسنمل على تنينها وسنقوم بأول تجربة عندما تكون الظروف مؤاتية .
من جهة اخرى قال بلعاتي ان الوزارة شرعت في بناء 6 سدود لتجميع الأمطار ومنعها من التسرب الى مياه البحر وهناك سد ملاق العلوي قارب على النهاية والبقية في طور الأشغال من بينها مشروع سد مازال في مرحلة التسوية العقارية .
*** الاستمطار هل هو الحل
في الوقت الحاضر هناك ما يقرب من أربعين دولة إضافية على مستوى العالم تطبق عملية الاستمطار وبذر السحب من أجل تعديل الطقس أو تحسين مواردها المائية، ومن أبرز هذه الدول الصين وروسيا وتايلند.
وحققت التجارب والمحاولات التي تمت في هذه الدول وغيرها نسب نجاح متفاوتة، لكن الثابت أن اللجوء لتقنيات الاستمطار لم يعد الآن ترفا أو خيارا، خاصة في ظل تداعي المشكلات الناتجة عن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وتكرار موجات الجفاف وزيادة حدتها بشكل ملفت خلال العقدين الأخيرين.
تعود جذور تطبيق عملية الاستمطار إلى عام 1947، حين قامت منظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في أستراليا بتنفيذ أول تجربة ناجحة لاستمطار السحب، وتطورت التقنيات الخاصة بها وتحسنت نتائجها بشكل ملموس منذ ذلك الحين، مما أدى إلى التوسع في استخدامها وتطبيقها عالميا، حيث تعد أستراليا والولايات المتحدة الأميركية من الدول الرائدة في هذا المجال.
فعلى سبيل المثال بدأت عمليات الاستمطار في الامارات عام 1990! وتضم حاليا 6 طائرات متخصصة لتنفيذ عمليات الاستمطار في هذا البلد الذي يعاني من ندرة الأمطار .
ومع ذلك ، بعد سنوات من البحث والتطوير التكنولوجي ، تمكن المركز الوطني للأرصاد الجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة من توليد أمطار اصطناعية بدون مواد كيميائية. للقيام بذلك ، استخدموا أسطولًا من الطائرات بدون طيار التي أطلقت التفريغ الكهربائي في السحب ، مما تسبب في هطول الأمطار. يجب التحكم في هذه العملية جيدًا ، لأن درجات الحرارة المرتفعة في المنطقة يمكن أن تجعل الهواء دافئًا ورطبًا. ترتفع من الهواء البارد في الغلاف الجوي ، وتولد رياحًا تصل سرعتها إلى 40 كم / ساعة. ونتيجة لذلك ، فإن كثافة الأمطار الاصطناعية التي تتحقق في دبي عالية وتجعل من الصعب على المركبات التنقل في بعض المناطق.