في الأونة الاخيرة تعددت المناسبات التي يتم خلالها استخدام عبارة اللوبيات في سياق سلبي واتهامها بالوقوف حجر عثر أمام محاولة لتغيير الأوضاع في تونس وكثيراما استخدم هذه العبارة رئيس الجمهورية قيس سعيد وهو يحاول ايجاد مبرر لفقدان الكثير من المواد الأساسية وعلى رأس القائمة مادة الخبز .
وقبل نحو سنتين خلف الكشف عن عقد بقيمة 30 الف دولار بين حركة النهضة وشركة مختصة في اللوبيينغ أي الضغط جدلا واسعا في صفوف التونسيين خاصة وان المسالة لم تطرح لأول مرة بل عرضت خلال التقرير الذي اصدرته دائرة المحاسبات التي كشف عن وجود عقود لوبيينغ قام بها حزب قلب تونس وحركة النهضة وجمعية عيش تونسي مع شركات ضغط أمريكية .
كيف تشتغل هذه الشركات وما مدى احترامهاللقانون الأمريكي والدولي
موقع سي أن أن الأمريكي تعرض لهذا الأمر بالتفصيل وقدمه على النحو التالي
كثيرا ما يتردد مصطلح “اللوبيات” عند الحديث حول السياسة في أمريكا، فهذه المؤسسات لديها تأثير كبير على صنع القرار في عاصمة القرار العالمي، واشنطن، وفي تلك المدينة الصغيرة نسبيا، تنتشر مكاتبها بالآلاف لتتولى العمل من أجل ترويج الأفكار والطروحات بكل القطاعات، من الصناعة والزراعة إلى السلاح والسياسة والحروب، لكن ما هو اللوبي وكيف يعمل؟
اللوبي هو عبارة عن “جماعة ضغط” تتولى محاولة التأثير على صناع القرار من أجل تحقيق أهدافها، ولا شك بأن ظاهرة “اللوبيات” مثيرة للجدل في السياسة الأمريكية، ولكنها واقع لا يمكن تجاوز تأثيره. ويقوم عمل اللوبي على تشكيل رأي عام مؤيد لفكرة ما أو معارض لها بشكل يتيح جمع ما يكفي من الأصوات لدعم ذلك الرأي في مراكز القرار مثل الكونغرس.
زبائن “اللوبيات” يتنوعون بمقدار تنوع الأنشطة البشرية، فهناك الشركات الزراعية والصناعية والمصارف وقطاعات التعدين والنفط وشركات تصنيع السلاح، وصولا إلى الدول التي تحظى بدورها بلوبيات تقوم بالدفاع عن مصالحها في واشنطن، وربما يكون من أشهر تلك اللوبيات تجمع “أيباك” المؤيد لإسرائيل، إلى جانب تجمعات أخرى مؤيدة للصين والهند، وصولا إلى إيران.
وتقوم فكرة عمل “اللوبي” على الحصول على تمويل من جانب شركة أو مجموعة شركات من قطاع واحد أو دولة معينة من أجل الترويج لوجهة نظرها والدفاع عنها أمام الرأي العام الأمريكي وصناع القرار، ويتولى “اللوبي” من جانبه التواصل مع مؤسسات الإعلام الأمريكي ومع صنّاع القرار في واشنطن وأعضاء الكونغرس لدفعهم نحو دراسة مشاريع قوانين بعينها وإظهار محاسنها أو عيوبها.
وكثيرا ما يتشابك عمل “اللوبي” مع عمل شركات الإعلان ومكاتب المحاماة ومؤسسات الأبحاث والاستشارات، ولذلك فإن المهمة ليست سهلة، فإقناع أعضاء الكونغرس بقضية ما أمر يتطلب الكثير من الدقة، خاصة وأن الناخب مسؤول في وقت لاحق أمام ناخبيه الذين قد يحاسبونه في الانتخابات التالية بحال اتخذ خيارا سيئا.
ونظرا للعدد الكبير من اللوبيات وكذلك تشعب عملها وإمكانية انحرافها باتجاه الضغط على أعضاء الكونغرس بطرق غير قانونية فإن القانون الأمريكي يلزمها بالخضوع للكثير من إجراءات الشفافية، كما تتولى جمعيات رقابية مستقلة وغير ربحية مثل “مركز السياسات المسؤولة” القيام بعمليات رصد وتوثيق لنشاطاتها.
وتبرز في اللوبيات الأمريكية تلك الخاصة بشركات صناعات التعدين، وكان لها دور كبير في القوانين الخاصة بصناعات الفحم الحجري وكذلك “الفحم النظيف” وخفض انبعاثات الكربون، إلى جانب تعديل قوانين العمل الجماعية في القطاع. كما يبرز دور لوبي الصناعات العسكرية الذي تتصدره شركات مثل لوكهيد مارتن وبوينغ، والذي يعمل على تشجيع المبيعات للأسلحة والمعدات العسكرية.
لوبي الشركات النفطية هو أيضا أحد أقوى اللوبيات في أمريكا، ويتولى الدفاع عن مصالح تلك الشركات الكبرى التي تمتلك أصولا وعمليات حول العالم، وتشير بعض التقارير إلى توسع دور هذا اللوبي سياسيا وبيئيا أيضا.