أكد مساء اليوم الوزير السابق مبروك كرشيد في تدوينة له اليوم قيام الكاتب الصافي سعيد المرشح السابق للانتخابات الرئاسية خبر تقديمه لنفسه للسلطات الجزائرية كما فعل سابقا الوزير الأول أحمد بن صالح* والوزير الأول محمد المزالي** زمن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة .
وتحت عنوان الصافى سعيد ،”العالم أرحب”. كتب كرشيد المقيم حاليا خارج البلاد التدوينة التالية
“عندما زرت بيروت لأول مرة سنة1996 ،مررت بمكتبة “انطوان” الشهيرة بشارع الحمراء و سألت حافظها ان كان لديه منشورات لتونسين ،اجاب وبسرعة تونس لا نعرف لها الاكاتبا وحيدا “الصافى سعيد” ،لدينا كتابه” حمى 42 ” وكان ذلك اول كتاب اقتنيه له ومن بعده ومن نفس المكان فى نهاية القرن الماضى اقتنيت كتابه بورقيبة” سيرة شبه محرمة “.
لم انقطع عن القراءة له الى كتابه الاخير الذي أهداني النسخته الاولى منه فى شهر فيفري الفارط قبل مغادرتي تونس بأيام، ” جيبولتيك التقدم مقدمة اخري لمستقبل المغرب الكبير “
وقبلها أهداني كتابة ” جمهورية الخطر الداهم ” واسماها “[الديموفوبيا “.
الصافى سعيد سواء اتفقت معه أو اختلفت ،مثقف عضوى ،مبحر جيد فى اللغة الأنيقة والقصة الممتعة والسرد الذي قل نظيره .
اليوم عندما علمت بانه قدم نفسه للدرك الجزائرى على طريقة احمد بن صالح ومحمد مزالي تأكدت مرة اخري ان القطيعة واقعة بصفة نهائية بين المنظومة والمثقف المتمرد .
الصافى سعيد القلم الجارح واللسان التبليغ والنرفزة اللبنانية القفصية رفض الظلم المسلط عليه منذ مدة وكنت حضرت معه بعض القضايا التي استدعي اليها عندما كنت فى تونس .وهي كلها ملفات تنكيل .
اليوم قرر ان يغادر الى الجزائر التى كان غادر اليها شابا يافعا ليلتحق “بابراهيم طوبال” و”العفيف الأخضر”. يعود اليها اليوم متسللا من جور بلاده الى نعيم حرية اخري يعتقد للاسف انه ارحم به من اهله ووطنه .
صديقى الذى خالفتك كثيرا واحبتك كثيرا ،العالم أرحب كما قال المختار اللغماني صديقك الشاعر المتمرد فى قصيدته حفريات فى جسد عربي .
لست الأول وارجو ان تكون لاخير .”
*سنة 1964 و خلال « مؤتمر المصير » للحزب الدستورية الحر اقترح أحمد بن صالح على الرئيس الحبيب بورقيبة تبني الاشتراكية كمنوال تنموي و اقتصادي في تونس ، إلا أن تجربة التعاضد فشلت و أدت إلى مقاضاته و سجنه … سنة 1972 تمكن احمد بن صالح من الهروب من السجن وتوجه إلى الجزائر في مرحلة أولى ثم إلى أوروبا وتحديدا سويسرا .
**
عاد رئيس وزراء تونس الاسبق محمد مزالي الى تونس يوم 7 أوت 2002 قادما من فرنسا التي كان يقيم فيها كلاجئ سياسي منذ خروجه متنكرا – أنظر الصورة – من تونس في اواخر عام 1986 نحو الجزائر قبل أن يلتحق بأوروبا اثر عزله من منصبه كرئيس للوزراء من قبل الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة وتردد انباء عن تقديمه للمحاكمة.
واصدرت احدى المحاكم التونسية إثر هروب مزالي الى الخارج حكما غيابيا عليه بالسجن لمدة 15 عاما وغرامة مالية قيمتها ما يقارب 500 ألف دولار.