في تغريدة لها صباح اليوم على منصة أكس تويتر سابقا نعت الكاتبة والرسامة الفرنسية مارتينا شاربونال والدتها التي توفيت فيما أسمته رواق الموت بأحد مستشفيات منطقة لاصوم الفرنسية ” توفيت والدتي الليلة الماضية وهي تنتظر في رواق الموت في قسم الطوارئ بمستشفى مونتديدير (لاصوم) حيث قضت ما يقرب من 40 ساعة. في عمر 92 عامًا، لم يعد لدي الحق في دخول المستشفى في الطب العام.”
وفي تغريدة سابقة كتبت السيدة مارتينا ” لا أستطيع حتى أن أتخيل الضغط الذي تتعرض له. نصحتهاممرضتها بألا تذهب أبدًا إلى مستشفى مونتديدير، حيث توفي أحد مرضاه، وهي أصغر من والدتي، لأنهم لم يعودوا يعتنون بالمسنين.
وكشف تحقيق للقناة الفرنسية تي أف 1 عن تواصل حالة التصحر الطبي في فرنسا حتى في الأماكن التي يكون من الجيد فيها العمل كطبيب، مثل ساحل الجرانيت الوردي حيث يستغرق العثور على طبيب عام أحيانًا عدة سنوات. أما بالنسبة للمتخصصين، فالأمر أكثر تعقيدًا وتصبح البداوة هي القاعدة.
وعلى سبيل المثال يعانيجان من مرض في القلب طوال 4 سنوات ومن المستحيل الحصول على رعاية كاملة في المنطقة. قال أحد الأطباء للقناة: “لم يعد بإمكاننا تلبية جميع الطلبات، وإذا كان الأمر عاجلا، عليك الذهاب إلى غرفة الطوارئ”.
وهكذا، في فرنسا، حوالي 11٪ من المواطنين ليس لديهم طبيب عام! ولكن بعيدًا عن هذا الرقم المخيف بالفعل، يعيش ما يقدر بنحو 30.2% من السكان الفرنسيين في صحراء طبية.
وتشير مؤسسة الاحصاء ايبسوس في تقريرها إلى الزيادة في أوقات انتظار الأطباء. في الواقع، بين عامي 2019 و2024، زادت فترات الانتظار لكل تخصص طبي: +6 أيام للطبيب العام، +1 أسبوع لموعد مع طبيب الأطفال أو طبيب النساء، +3 أسابيع لطبيب القلب أو الأنف والأذن والحنجرة، وأخيرًا +1 شهر لطبيب الأمراض الجلدية. كما أصدرت فيدرالية المستشفيات الفرنسية تقريراً في مارس الماضي حول أوقات الانتظار لبعض التخصصات.
ففي عام 2024، ولأول مرة منذ 10 سنوات، وقع تخفيض معدل الأطباء بنسبة 8٪ ليصل إلى 311 طبيبًا لكل 100 ألف نسمة مقارنة بـ 339 طبيبًا في عام 2023. ومن المفترض أن تعود الكثافة الطبية إلى مستواها الحالي بحلول عام 2034 تقريبًا. لقد انخفض عدد الممارسين كل عام منذ عام 2012، ولكن بالنسبة للمتخصصين سنشهد تمزقًا حقيقيًا في عام 2024: كان هناك 174 طبيبًا متخصصًا لكل 100 ألف نسمة مقارنة بـ 190 طبيبًا في عام 2023.
