تعليقا على الزيارة الأخيرة للرئيس قيس سعيد الى الصين ومن قبلها ايران اضافة الى التقارب الحذر مع روسيا قال الباحث في
مركز سياسة الشرق الأوسط Sharan Grewal لقد ترك هذا ” التحول ” لسعيد عددًا قليلًا من الحلفاء الأقوياء، خاصة الجزائر وإيطاليا. وفي هذا السياق من العزلة، ينبغي لنا أن ننظر إلى تواصل سعيد الأخير مع إيران والصين وروسيا. فمن ناحية، تتناسب هذه البلدان بشكل طبيعي مع رؤية سعيد للعالم، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو في نقده الأوسع للإمبريالية الغربية. على سبيل المثال، تمحور لقاء سعيد مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حول فلسطين، حيث أشاد خامنئي بـ”موقف سعيد المناهض للصهيونية” وشدد على الحاجة إلى تطوير المزيد من هذه المواقف في العالم العربي، ووافقه سعيد على ذلك قائلاً “العالم الإسلامي” يجب أن تخرج من وضعها السلبي الحالي.”
وفي الوقت نفسه، يقول الكاتب ” حرص سعيد حتى الآن على عدم المبالغة في الأمر والتسبب في قطيعة مع حلفاء تونس التقليديين. في نوفمبر، على سبيل المثال، ألغى سعيد مشروع قانون في البرلمان كان من شأنه أن يجرم التطبيع مع إسرائيل، لأنه يعرض مصالح تونس الخارجية للخطر، على الأرجح مع الغرب ودول الخليج العربي. وفي الواقع، فإن إعادة التنظيم الكامل أو الانفصال التام عن الغرب أمر شبه مستحيل، نظراً للروابط القوية التي تربط الجيش التونسي بالولايات المتحدة واقتصادها بأوروبا. والسيناريو الأكثر ترجيحاً هو محاولة تحقيق التوازن بين هذه القوى العالمية والإقليمية، وتأمين ما تستطيع من كل منهما.”
ومع ذلك، يخلص الكاتب الى القول ” سواء تطورت العلاقات مع إيران أو الصين أو روسيا بشكل أكبر أم لا، فمن الواضح أن سعيد قد بدأ بالفعل تغييرًا جذريًا في أحد جوانب السياسة الخارجية لتونس، مبتعدًا عن تأييدها المستمر منذ عقود لحل الدولتين. ”