أوضح سايمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بالعاصمة الكينية نيروبي، أن جميع الكوارث المناخية، من الجفاف إلى حرائق الغابات والفيضانات، تعد بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات سريعة.
وحذر كبير مسؤولي المناخ في منظمة الأمم المتحدة من أنماط الطقس المتطرفة التي يشهدها العالم، مؤكدا أنها دلالة على “أمور سيئة قادمة”، ومبرزا أن ما نشهده هو أن تأثيرات وآثار تغير المناخ تتسارع الآن.
واستحضر المتحدث ذاته، الذي زار نيروبي لحضور قمة المناخ الإفريقية الافتتاحية، تحطيم أرقام قياسية في السنوات القليلة الماضية وفي الآونة الأخيرة، معتبرا إياها مجرد إشارة إلى أشياء يجب أن نتداركها، ومشيرا إلى الأحداث المناخية القاسية، بما فيها الجفاف الحالي في شرق إفريقيا، الذي يؤثر بشكل خاص على كينيا، حيث انعقدت القمة.
وبخصوص قمة المناخ الإفريقية التي انعقدت في الفترة بين 4 و6 شتنبر الجاري، في نيروبي، قال سايمون: “إن هذا الحدث جمع القادة وصناع القرار من أنحاء إفريقيا لمواجهة أزمة المناخ بشكل مباشر، لا يوفر فرصة لتحديد أولويات إفريقيا فقط، ولكن أيضا للتقدم بالحلول”.
وأوضح ستيل أن “التعاون عبر الحدود ضروري للغاية في مفاوضات المناخ الأوسع، التي ستبلغ ذروتها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) نهاية العام”، في إشارة إلى المؤتمر الأممي الذي تستضيفه دبي بين 30 نونبر و12 دجنبر المقبل.
وتابع المتحدث بأن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي قدمت تعهدات كبيرة خلال القمة، مشددا على أن “التحدي الحقيقي يكمن في التنفيذ”، وأضاف أن “التعهدات المهمة التي تم الاتفاق عليها خلال هذا الحدث عززت الآمال في بذل جهود ملموسة، وهي إشارات إيجابية لكنها لا تلامس سوى سطح ما هو مطلوب عالميا، لاسيما في دعم الدول الضعيفة والنامية، حيث يتمثل الأهم في كيفية ترجمة هذه التعهدات إلى عمل حقيقي على أرض الواقع”.
كما تطرق ستيل إلى مبادرات الطاقة، مؤكدا أن الجهود مثل إستراتيجية الهيدروجين الأخضر، وخريطة الطريق للاتحاد الأوروبي، وتعهد الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعم مالي بقيمة 4.5 مليارات دولار لتحول الطاقة، تعد خطوات في الاتجاه الصحيح.
وفي ما يتعلق بدور اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مكافحة هذا التغير، أكد المسؤول الأممي تجديد التزامها بدعم الجهود العالمية للحد من الانبعاثات، موردا أن ولاية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تشمل “تقديم الدعم للدول النامية، مع التركيز على المجتمعات المحلية”، ومضيفا أن الوكالة تعمل على توفير الدعم والمساحة للتمثيل، سواء كان من السكان الأصليين، أو من المجتمعات أو المدن على المستويات دون الوطنية
وتابع المتحدث ذاته: “نحن نعلم أنه في ما يتعلق بالعمل الحقيقي والتقدم فإن ذلك يحدث على أرض الواقع داخل المجتمعات المحلية”.
يذكر أن المشاركين في ختام قمة المناخ الإفريقية تبنوا “إعلان نيروبي”، الذي دعا إلى الدعم العالمي لإفريقيا. كما اقترحت القمة “بنية تمويل جديدة تستجيب لاحتياجات إفريقيا، بما في ذلك إعادة هيكلة الديون وتخفيفها، وتطوير ميثاق عالمي جديد لتمويل المناخ من خلال عمليات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمر الأطراف بحلول عام 2025”.
وركز الإعلان على الحاجة إلى الدعم المالي من البلدان المتقدمة، لتمكين إفريقيا من الوفاء بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار من التمويل السنوي للمناخ.