الرئيسيةالأولىمعهد كارينغي : اعتقال راشد الغنوشي سيؤدي الى ثلاث نتائج أساسية

معهد كارينغي : اعتقال راشد الغنوشي سيؤدي الى ثلاث نتائج أساسية

تونس

اخبار تونس

قال حمزة المدب* الباحث غير المقيم في معهد مالكولم كير كارنغي ومقره الولايات المتحدة أن اعتقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ثلاث نتائج أساسية يجب رصدها.

أولًا، سيقوّض الاعتقال آفاق الشروع في حوار سياسي للتوصّل إلى حل للمأزق التونسي. تعمل منظمات المجتمع المدني، بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، على إطلاق مبادرة للحوار الوطني من أجل المساعدة على إيجاد حل للأزمة السياسية في البلاد.

وأفصح الاتحاد العام التونسي للشغل أخيرًا أن مبادرته ستُعرَض على سعيّد وسيُكشَف عنها قريبًا إلى العلن.

وقد أشار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي تربطه علاقات جيدة بالرئيس التونسي، في مقابلة معه أخيرًا عبر قناة الجزيرة، إلى أن بلاده ستدعم المبادرة. لكن سعيّد رفض الحوار، مدّعيًا أنه يجب أن يحدث فقط في سياق برلمانٍ جديد، ما يعني إقصاء الأحزاب السياسية التي اعترضت على إحكامه قبضته على السلطة.

وقد قضى اعتقال الغنوشي نهائيًا على فرص انطلاق أي حوار من هذا القبيل، ويُظهر، مرةً أخرى، أن سعيّد غير مستعد للتنازل.

وقد يُستتبَع ذلك بخطوات تصعيدية أخرى، منها اعتقال المزيد من الشخصيات السياسية، وحلّ حزب النهضة، وقمع المجتمع المدني.

ثانيًا، يتسبب اعتقال الغنوشي بتفاقم المأزق السياسي في تونس في مرحلةٍ تشهد فيها البلاد أزمة مالية واقتصادية عميقة. تخوض تونس مفاوضات مع صندوق النقد الدولي منذ عامَين لوضع برنامج إصلاحي.

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد أو شكل آخر من أشكال الإنقاذ المالي، تواجه تونس خطر التخلّف عن سداد ديونها في الأشهر المقبلة. لقد أشار سعيّد إلى أنه سيرفض “إملاءات” الصندوق، معرِّضًا المفاوضات للخطر.

قد يصبّ اعتقال الغنوشي في مصلحة الاستراتيجية التي ينتهجها الرئيس بإلقاء اللوم على الآخرين في المشكلات التي تعاني منها تونس، بالطريقة نفسها التي حمّل بها الطبقة السياسية مسؤولية سوء إدارة الاقتصاد، إلا أنه قد يتسبب أيضًا بزعزعة الاستقرار السياسي.

وسيؤدّي ذلك إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية ويُعرِّض تنفيذ الرزمة الإصلاحية للخطر.

ثالثًا، ربما يوجّه اعتقال الغنوشي رسالة إلى التيارات الإسلامية الأخرى مفادها أن الخروج من الإسلام السياسي مستحيل، وأن الاعتدال واستراتيجيات الاندماج في الأنظمة السياسية قد يكون مصيرها الفشل الذريع.

وتتأكد هذه المقولة أكثر فأكثر في ضوء أن الغنوشي كان زعيمًا إسلاميًا بارزًا أظهر درجةً عاليةً من المرونة.

وقد تمكّن من بناء جسور مع العلمانيين وإدارة الانتقال الديمقراطي الذي كان محطّ ثناء من المجتمع الدولي.

سيرتبط المصير الشخصي للغنوشي ارتباطًا وثيقًا بمستقبل الإسلام السياسي في المنطقة، سواءً سارت الأمور نحو الأفضل أم الأسوأ.

حمزة المؤدّب هو باحث غير مقيم في مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط، حيث تتركّز أبحاثه على الإصلاح الاقتصادي، والاقتصاد السياسي للنزاعات، وانعدام الأمن على الحدود في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!