قال المفكر المغربي حسن أوريد إن خوض روسيا “حربا وجودية” تدور رحاها اليوم بينها وبين أوكرانيا، قد تتوسع مستقبلا، وقد تُؤدي إلى تحويل التوتر القائم بين المغرب والجزائر إلى حرب، بسبب العلاقات الوطيدة التي تربط الجارة الشرقية للمملكة بموسكو.
وأبرز أوريد في ندوة حول موضوع “الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة المغاربية”، نظمها “منتدى المتوسط للتبادل والحوار” بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء الخميس بالرباط، أن روسيا “تخوض حربا وجودية وقد تسعى إلى توسيع رقعة المواجهة، وربما هناك وعي من قيادتي البلدين (المغرب والجزائر) بعدم الانسياق، والثقافة السياسية في البلدين تنأى عن المواجهة، ولكن السياق الدولي قد يجعل المواجهة ممكنة”.
وأضاف أن “احتمال الحرب ورد على لسان رئيس الدولة عبد المجيد تبون، الذي قال لصحيفة فرنسية: (قطعنا العلاقات مع المغرب كبديل للحرب)”.
أشار أوريد إلى أن كفة مصالح روسيا تجعلها أميل إلى الجزائر، قائلا: “لنكن عقلانيين وبراغماتيين، وبعيدا عن الجانب الاقتصادي، هل حقيقة يمكن أن تفضل روسيا المغرب على الجزائر؟”، موردا أن الجزائر غيرت خطابها في ما يخص قضية الصحراء.
واعتبر المتحدث أن الخيار الأطلسي الذي نهجه المغرب هو خيار استراتيجي، وأنه لا بد للرباط من تطبيع العلاقات مع حليفيه الغربيين فرنسا وإسبانيا، جازما أن “ليس من مصلحة المغرب أن يبقى الجفاء بينه وبين فرنسا”.
وعلى الصعيد العربي، يتابع أوريد، على المغرب أن يقوي علاقاته مع السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، مع استخدام الدبلوماسية الموازية مع الجزائر وتونس.
وواصل أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط بأن المغرب مدعو إلى تقوية جبهته الداخلية لمواجهة المخاطر الخارجية المحدقة به، مشددا على أنه “لا بد من العودة إلى السياسة من خلال الأحزاب، وتنقية الأجواء عبر طي ملف معتقلي الرأي”.
وأوضح أوريد أن العلاقات المغربية الجزائرية “انتقلت من التوتر المتأرجح بين متوسط ومنخفض إلى قوي، إلى (حالة حرب)، أي حالة من التوتر فيها خطاب عدائي ومناورات عسكرية، وهذه الحالة الجديدة في العلاقات بين البلدين بدأت بعد القطيعة الدبلوماسية التي أحدثتها الجزائر في أوت 2021”.
وتوقف المفكر المغربي عند بلاغ قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب الذي تلاه وزير الخارجية الجزائري حينها، والذي أشار فيه إلى أن قضية التوتر لا ترتبط بقضية الصحراء ولكن بأسباب أخرى، تعود جذورها إلى ما يعرف بحرب الرمال عام 1963.
أوريد أبرز أن “هناك مغالطات كثيرة في ما يخص ما يسمى حرب الرمال، التي تُسوق على أنها اعتداء مجاني من قِبل المغرب على جار خرج للتو من حرب التحرير، والحقيقة شيء آخر، وهي أن الحرب أتت بالأساس كرد فعل لطلب وقف إيواء بعض المعارضين عقب محاولة عسكرية قامت بها بعض العناصر من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”.
وزاد موضحا: “كانت هناك مفاوضات من أجل إيقاف إيواء بعض المعارضين. وأمام الموقف المناوئ للسلطات الجزائرية، طالبت السلطات المغربية ببعض من المراكز التي كانت في التراب غير المتنازع عليه والتي كانت رهن إشارة الثوار الجزائريين، وقوبل هذا الطلب بالرفض، بل باغتيال عناصر من القوات المغربية”