انتعشت عمليات غش الذهب في أسواق عربية تزامنًا مع زيادة إقبال المواطنين على المعدن الأصفر من أجل الحفاظ على ما تبقى من مدخراتهم بدلاً من وضعها في البنوك وسط غلاء وتضخّم الأسعار في معظم الدول العربية.
وتعمل ورش الذهب على الغش بطرق عدة، إما عن طريق التلاعب بعيار المعدن الأصفر أو من خلال ضرب المعدن الأساسي والاستعاضة عنه بخلطة من المعادن لتصبح أقرب إلى الذهب الأصلي.
غش الذهب في الدول العربية
وتنتشر عمليات غش الذهب بشكل كبير في الدول العربية منها على سبيل المثال مصر، حيث يتخوّف أصحاب المدخرات من إمكانية وقوعهم ضحايا الذهب المغشوش، فتضيع كلّ أموالهم، وذلك بعد أن تآكلت مدخراتهم بسبب تهاوي سعر الجنيه والتعويم المتواصل وزيادة التضخم.
أما في الجزائر، فقد استحوذ الذهب المخلوط بالنحاس على 80% من الأسواق، وفق بيانات جمعية المستهلك، وهو ما شكّل صدمة لحائزي المعدن الأصفر، وما دفع إلى بروز علامات استفهام كبيرة عن مصدره، لتقرّر السلطات إنشاء لجنة وطنية مهمتها العمل على ضمان جودة الذهب في الأسواق.
أما في سوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها من الدول العربية، فانتعش غش الذهب بسبب ضعف الرقابة وغياب الدولة. ولم تمنع القوانين في تونس والمغرب كذلك من تزييف المعدن الأصفر.
ويوضح رجل الأعمال المتخصص في المجوهرات، أحمد غالب العبادي، أن وسائل الغش في الذهب تطورت في الفترة الأخيرة.
ويشير في حديث إلى موقع “العربي”، من قطر، إلى أن التلاعب الأساسي يكون في عيار الذهب، بينما يتم إضافة النحاس إلى القطعة بنسبة 25%، كما تُستخدم الطرق الحديثة في طلاء القطعة بحيث يتحول لونها إلى عيار ذهب 24.
من جهته، يؤكد محرر الشوؤن الاقتصادية في التلفزيون العربي، علي القيسية، أن الإقبال على شراء الذهب خاصة في الدول النامية يأتي في سياق فقدان الثقة بالعملات المحلية وتآكلها نتيجة التضخم، والتخوف من آفاق الاقتصاد العالمي.
ويوضح أن أسعار الذهب تواكب بشكل طردي الأحداث الجيوسياسية التي يشهدها العالم، حيث قفز سعر أونصة الذهب من 1600 دولار إلى 2050 دولارًا خلال فترة قصيرة، مع بداية الحرب في أوكرانيا .
ويشير القيسية إلى أن الصين تحتل المرتبة الأولى من حيث إنتاج المادة الخام من الذهب ثم تليها روسيا، لكن من حيث إجمالي الاحتياط فهو موجود في الولايات المتحدة.