انخفضت أسعار القمح في أوروبا، اليوم، بسبب مخاوف من أن يؤدي حظر الاستيراد الذي فرضته تركيا إلى تراجع الطلب العالمي، لكن انخفاض اليورو حدّ من الخسائر.
وتراجعت، اليوم، عقود القمح اللين لشهر سبتمبر في بورصة يورونيكست، ومقرها باريس، 1% إلى 241.25 يورو (259.08 دولارا) للطن.
ستوقف تركيا جزئيا واردات القمح اعتبارا من 21 جوان الحالي لحماية مزارعيها، وهي خامس أكبر مستورد للقمح في العالم، الذي تشتري معظمه من روسيا.
وقال تاجر ألماني “سيتعين على روسيا بيع القمح، الذي كان من المتوقع أن يذهب إلى تركيا، في أسواق أخرى.. وسيؤدي ذلك إلى المزيد من المنافسة التصديرية للاتحاد الأوروبي”.
وربما تستفيد الصادرات الأوروبية من الانخفاض الحاد في اليورو بعد أن دفعت المكاسب التي حققها اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، أمس الأحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة لإجراء انتخابات وطنية مبكرة.
وقال متعامل “حل الجمعية الوطنية (البرلمان) في فرنسا، والذي لم يكن متوقعا، يسبب اضطرابا في الأسواق.. في نهاية المطاف، يعد انخفاض اليورو خبرا جيدا للمصدرين”.
وقال محللون إن هطول الأمطار يمكن أن يحد من آثار الجفاف بمنطقة البحر الأسود التي تضررت من موجات جفاف في الآونة الأخيرة، لكن ربما يكون التوقيت قد تأخر، ولن تستفيد المحاصيل من الأمطار.
وقال متعاملون إن توريد محصول الشعير في إسبانيا جارٍ، مما سيقلل الطلب على واردات حبوب العلف.
وفي بولونيا قال أحد التجار “تمكنت شركات التصنيع البولندية من شراء كميات كبيرة من الأعلاف وحبوب الطحين في فترة تراجع الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين، وتتطلع (الشركات) إلى أن يكون المحصول الجديد وفيرا”.
من جهتها قالت وزارة الزراعة الروسية إن المصدرين الروس سيركزون توجيه إمدادات الحبوب إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن بينها تونس والصين والهند.
وأضافت الوزارة أن قرار تركيا بوقف واردات القمح لن يؤثر على إمكانات التصدير الروسية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارته لتونس في اواخر ديسمبر الماضي أن روسيا مستعدة لزيادة حجم صادرات الحبوب إلى تونس، التي تبدي اهتماما بتوسيع هذه الإمدادات من روسيا.
وقال لافروف مشيرا إلى أن تونس مهتمة بتوسيع إمدادات الحبوب من روسيا: “نحن كما تعلمون، جاهزون لذلك بفضل عمل مزارعينا والظروف الجوية، لقد حققنا رقما مرتفعاً جداً في محصولنا للعام الثاني بل الثالث على التوالي،.. إنه ليس رقما قياسيا كما كان في العام الماضي، لكنه يسمح لنا بضمان تصدير بأحجام قياسية تقريبا كما في العام الماضي”.
وأنهت أسعار تصدير القمح الروسي 6 أسابيع من المكاسب، لتنخفض الأسبوع الماضي إلى جانب الأسواق العالمية بعد قرار تركيا منع استيراد القمح حتى منتصف أكتوبر.
وبلغ سعر القمح الروسي، الذي يحتوي على بروتين بنسبة 12.5%، والمقرر تسليمه في أواخر جوان المقبل على أساس التسليم على ظهر السفينة 242 دولارا للطن، لينهي الأسبوع على انخفاض 6 دولارات، وفقا لشركة “إي كيه إيه آر” الاستشارية.
وحددت شركة سوفيكون للاستشارات الزراعية سعر القمح من الفئة نفسها ما بين 250 و253 دولارا للطن، بانخفاض من 252 إلى 255 دولارا للطن على أساس التسليم على ظهر السفينة.
وقالت سوفيكون في مذكرتها الأسبوعية “تأثير الحظر غير مؤكد، لكن من المرجح أن تنخفض واردات تركيا من القمح حتى بدون قيود”.
وأضافت “قد نرى انخفاضا في تقديرات واردات تركيا من القمح في التقرير الجديد لتقديرات العرض والطلب على الزراعة في العالم”.
وروسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وارتفعت صادراتها من الحبوب إلى 1.36 مليون طن الأسبوع الماضي، من 0.80 مليون في الأسبوع السابق.
ونقلت سوفيكون عن بيانات الموانئ أن الصادرات شملت 1.19 مليون طن من القمح ارتفاعا من 0.72 مليون طن في الأسبوع السابق.
وصادق البرلمان التونسي مؤخرا على اتفاق قرض بقيمة 300 مليون دولار بين تونس والبنك الدولي للإنشاء والتعمير بهدف تمويل مشروع دعم التدخل العاجل من أجل الأمن الغذائي.
يهدف القرض إلى توفير التمويلات اللازمة في إطار قروض وهبات لضمان احتياجات البلاد من الحبوب، إضافة إلى تنفيذ جملة من التدابير المصاحبة في ظل الوضع الدقيق للأمن الغذائي والضغوطات على المالية العامة.
وعاشت تونس خلال السنوات الماضية على وقع شح مائي كبير أثر على القطاع الزراعي الذي يعد المستهلك الأول للمياه بنسبة تزيد على 80%.
وعاش مزارعو تونس موسما قاسيا العام الماضي، بسبب خسارة أكثر من 80% من محاصيل الحبوب نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد، وخسارة ما يزيد عن 2.5 مليون طن من الحبوب، حيث لم تتجاوز كميات المحاصيل المجمعة 500 ألف طن.
وكان البنك الدولي قد وافق في منتصف مارس الجاري على منح تونس قرضاً بقيمة 300 مليون دولار لمساعدتها على مواجهة التحدي الخاص بالأمن الغذائي، ودعم قدرتها على توفير احتياجاتها من الغذاء.
وافتتحت تونس موسم حصاد الحبوب متوقعة جني 7.8 مليون قنطار من محصول متواضع كونه “أقل من المتوسط”، لكنه مرضٍ لأنه أفضل من العام الماضي.
وقال محمد علي بن رمضان، ممثل الإدارة العامة للإنتاج الزراعي بوزارة الفلاحة إن المحاصيل لهذا الموسم جاءت دون المتوسط مقارنة بالمعدلات العادية، بسبب الجفاف وتأخر التساقطات المطرية في فصل الخريف.
ورجح بن رمضان أن تبلغ محاصيل الحبوب 7.8 مليون قنطار، موضحا أن هذه المحاصيل على الرغم من أنها دون المتوسط فإنها أفضل من الموسم الماضي الذي كان في حدود 5.3 مليون قنطار.