في زيارة قام بها قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأسبوع الماضي، إلى شمال شرق سوريا للقاء القوات الأمريكية وزيارة المواقع التي تعتبر مهمة لضمان الهزيمة الدائمة لـ”داعش”، قسم الجنرال الأمريكي تنظيم “داعش” في سوريا إلى ثلاث فئات: “داعش الطليق”، و”داعش رهن الاحتجاز” و”الجيل القادم المحتمل”.
وتحدث بيان للقيادة المركزية الأمريكية، عن وجود أكثر من 10000 من مقاتلي “داعش” في مرافق الاحتجاز في سوريا، كما أشار إلى وجود جيل قادم محتمل من “داعش” يتشكل من عشرات الآلاف من الأطفال المقيمين في مخيمات النازحين في جميع أنحاء شمال شرق البلاد؛ ثم “داعش الطليق”، أي المقاتلون في سوريا الذين يتم استهدافهم.
وجود عدد كبير من الأطفال الذين يستحقون أن ينعموا بحياة الطفولة، والمستقبل الذي يمكن تحقيقه بإعادتهم ودمجهم ضمن أوطانهم، يعيد إلى الواجهة ضرورة إعادة العالقين في سجون ومخيمات سوريا والعراق.
وفي وقت سابق قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن المسؤولين التونسيين يتقاعسون في إعادة أطفال تونسيين محتجزين دون تُهم في معسكرات وسجون أجنبية لعائلات أعضاء تنظيم “الدولة الإسلامية” (المعروف أيضا بـ “داعش”) إلى تونس. أغلب هؤلاء الأطفال محتجزون مع أمهاتهم، لكن 6 على الأقل منهم يتامى.
قالت ليتا تايلر، باحثة أولى مختصة في الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش: “المخاوف الأمنية المشروعة لا تبرّر تخلي الحكومات عن الأطفال ومواطنين آخرين محتجزين في معسكرات وسجون بائسة في الخارج. هناك أطفال تونسيون عالقون في هذه المعسكرات بلا تعليم ولا مستقبل، ولا أمل لهم في الخروج من هناك وحكومتهم لم تُقدّم أي مساعدة تُذكر”.
وفي ديسمبر 2018 قابلت هيومن رايتس ووتش أقارب لـ 13 امرأة و35 طفلا محتجزين في ليبيا وسوريا، وكذلك مسؤولين حكوميين، نشطاء حقوقيين، محامين، صحفيين، ديبلوماسيين غربيين، وممثلين عن “الأمم المتحدة”. وفي جويلية وسبتمبر 2018، زارت هيومن رايتس ووتش 3 معسكرات شمال شرق سوريا خاضعة للسلطات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، يُحتجز فيها نساء وأطفال تونسيون ومن جنسيات أخرى لهم صلات بأعضاء داعش.
رغم أن تونس ليست البلد الوحيد المتقاعس عن مساعدة هؤلاء النساء والأطفال العالقين على العودة إلى ديارهم، وأن الكثير من الدول الأخرى لها موارد أكبر بكثير، إلا أن تونس لها واحدة من أكبر المجموعات في هذه المعسكرات. بحسب ما قالته وزارة المرأة والأسرة والطفولة التونسية لـ هيومن رايتس ووتش، يوجد حوالي 200 طفل و100 امرأة زعموا أنهم تونسيين، وهم محتجزون في الخارج دون تهم لفترات بلغت العامين بصفتهم من عائلات أعضاء داعش، أغلبهم في سوريا وليبيا المجاورة وبعضهم في العراق. الكثير من الأطفال لم تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، ولذلك عودتهم إلى تونس مع أمهاتهم ستكون في مصلحتهم.