يبدو أن هناك معركة صامتة بين رئاسة الجمهورية التونسية ورئاسة الوزراء الايطالية حيث يدور رحى المعركة عبر وسائل الاعلام والمواقع الرسمية لكل من رئاسة الجمهورية التونسية ورئاسة الحكومة الايطالية .
فقبل ثلاثة أيام اكدت برقية لوكالة نوفا الايطالية وفي معرض حديثها عن المؤتمر الدولي حول الهجرة ان سيعقد في روما بمبادرة من رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني . ويوم أمس جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية “أن رئيس الجمهورية رئيس الجمهورية قيس سعيد، غادر عصر اليوم السبت 22 جويلية 2023، أرض الوطن في اتجاه الجمهورية الايطالية تلبية لدعوة من السيدة جورجيا ميلوني، رئيسة الحكومة الايطالية، للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة الذي دعا إلى تنظيمه رئيس الدولة والذي سينعقد يوم الأحد 23 جويلية 2023 بروما.
واليوم جاء في بيان نشر بالصفحة الرسمية لرئاسة الوزراء الايطالية أن هذا المؤتمر ينعقد بمبادرة من الحكومة الايطالية .
وقبل ذلك بأيام وخلال مكالمة هاتفية جرت بين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة أ”كد سعيد “ذكّر رئيس الجمهورية بأن الحلّ لا يمكن أن يكون إلا جماعيا بين كل الدول المعنية سواء جنوب البحر المتوسط أو شماله، مشيرا إلى المبادرة التي كان أعلنها بضرورة عقد اجتماع في مستوى القمة بين كل الأطراف للقضاء على الأسباب قبل معالجة النتائج التي تتفاقم يوما بعد يوم “
ويوم 23 جوان الماضي اضطر مستشار رئيس الجمهورية وليد الحجام للتدخل هاتفيا والتأكيد على أن عقد مؤتمر دولي حول الهجرة غير النظامية هي مبادرة من الرئيس قيس سعيد.
وأوضح الحجام على قناة “التاسعة” أن المؤتمر الدولي هو مبادرة تونسية، وفكرة انطلقت من معاينة الهجرة غير النظامية ومعالجتها التي أثبتت فشلها وكان الاتجاه نحو البحث عن مقاربة جديدة للظاهرة التي تعاني منها عديد الدول وخاصة منها دول المتوسط ودول جنوب الصحراء، وطريقة جديدة على المستويين الإقليمي والدولي للبحث عن حلول جديدة للهجرة غير النظامية، وهي فكرة “رئيس الجمهورية وفكرة تونسية خالصة”.
واليوم بعد أيام قليلة من توقيع مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس ، تهدف القمة إلى “مكافحة الاتجار بالبشر وتعزيز التنمية وفق نموذج جديد للتعاون بين الدول”. وتقول قناة RAI الايطالية انه المؤتمر الدولي الأول للتنمية والهجرة الذي ينظم بمبادرة من رئيس الوزراء ، جيورجيا ميلوني.
وحضرت رئيسة المفوضية الأوروبية ، أورسولا فون دير لاين ، ووفود دول الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط ، وكذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي . كما تشارك دول الخليج والقرن الأفريقي والساحل.
و حسب وسائل اعلام ايطالية يشارك في المؤتمر زعماء جميع دول الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط الموسع والشرق الأوسط والخليج ودول الاتحاد الأوروبي للميناء الأول وبعض شركاء منطقة الساحل والقرن الأفريقي ورؤساء المؤسسات الأوروبية والمؤسسات المالية الدولية. بالتفصيل ، حضر خمسة رؤساء دول (تونس ، الإمارات العربية المتحدة – مازال الى حد الساعة لم يعلن كما جرت العادة عن مغادرة رئيس دولة الامارات في اتجاه روما – ، موريتانيا ، ليبيا ، قبرص) ، ثمانية رؤساء وزراء (ليبيا ، إثيوبيا ، مصر ، مالطا ، الأردن ، نيجيريا ، الجزائر ، لبنان) ، وثمانية وزراء (السعودية ، المغرب ، عمان ، الكويت ، تركيا ، اليونان ، قطر ، البحرين). وحضر الاجتماع رؤساء المنظمات الدولية ، وكذلك رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة.
ترى فيديريكا إنفانتينو الباحثة في مركز سياسة الهجرة التابع لمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا أن الاتفاق مع تونس حول الهجرة لن يغير الوضع.
وأضافت في تصريح لاذاعة مونتي كارلو “لا يمكننا تخيل الهجرات على أنها مياه تخرج من الصنبور الذي نغلقه ونفتحه حسب رغبة بعض السياسيين”، مؤكدة أنه حتى إذا لم تتحقق الأهداف المعلنة ، فإنها “قضية رمزية قوية” للسياسة الداخلية في نظر ميلوني.