بصدور تحذير دولي يهم ترقب ردود فعل تنظيم القاعدة الإرهابي من مقتل أيمن الظواهري، يكون العالم أمام تحدي انتقامات محتملة ترفع منسوب يقظة الأمنيين، خصوصا بتعدد طرق اشتغال التنظيم ولجوئه أحيانا إلى عمليات منفردة في بقاع متفرقة.
وإلى حدود الساعة، لم يصدر أي بيان أو إفادات من تنظيم القاعدة بخصوص مقتل الظواهري؛ لكن تعدد فروعها وحضورها في منطقة الساحل ودنو أنشطتها من المغرب كلها عوامل تجعل جميع السيناريوهات مطروحة. وتزيد كذلك احتمال وصول “عبد الرحمان المغربي”، أحد المقربين من الظواهري، إلى رأس التنظيم من متاعب المغرب.
وعبد الرحمن المغربي المعروف باسم محمد آباتي ويلقب بـ”ثعلب القاعدة” هو زوج ابنة الظواهري، وهو مغربي الجنسية من مواليد العام 1970 من مدينة مراكش، وكان يتولى منصب القائد العام للقاعدة في أفغانستان، وباكستان منذ العام 2012.
وكان مقربا من الظواهري حتى قبل زواجه من ابنته، فقد كان مخزنا لأسراره، حتى تولى منصب مسؤول الاتصالات الخارجية للتنظيم والتنسيق مع جهات خارجية، واختفى عن الأنظار منذ الإعلان الكاذب عن مقتله في غارة أمريكية في العام 2006 في وزيرستان.
وفي مقابل الصمت، تحدثت الخارجية الأمريكية عن وجود معلومات تفيد بأن المنظمات الإرهابية تواصل تخطيط هجمات ضد المصالح الأمريكية في مناطق متعددة في جميع أنحاء العالم. وقد تستخدم هذه الهجمات مجموعة واسعة من التكتيكات؛ بما في ذلك عمليات الانتحار والاغتيالات والاختطافات والتفجيرات.
ويشكل تولي مغربي زمام أحد أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم خطرا على البلاد رمزيا وإستراتيجيا؛ من خلال ربط التنظيم بالمغرب وإمكانية تحقيق انتشار أكثر على مستوى الخطاب، وكذا استقطاب العديد من الفئات الهشة التي تستثمر فيها جهات إرهابية لتنفيذ عمليات انفرادية.
محمد الطيار، الأستاذ الجامعي والخبير الأمني، سجل أن مقتل أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، يعتبر ضربة قوية لتنظيم القاعدة ولا شك في أن الإعلان عن مقتله خلف رجة كبيرة في التنظيم، وزاد: القاعدة تعيش سياقا منكمشا ملحوظا بعد بروز تنظيم داعش وتنظيمات جهادية أخرى.
وأضاف الطيار، في تصريح لموع هسبريس المغربي ، أن استهداف الظواهري سيدفع تنظيم القاعدة إلى مضاعفة نشاط “الانغماسيين” و”الاستشهاديين”، أو ما يعرف بالذئاب المنفردة للقيام بعمليات إرهابية نوعية لإظهار قدرته على الاستمرار ومدى جاهزية عناصره.
وأردف الأستاذ الجامعي والخبير الأمني أن التنظيمات الإرهابية التي تنسب نفسها إلى تنظيم القاعدة، مثل “نصرة الإسلام والمسلمين”، ما زالت تشكل خطرا كبيرا في منطقة الساحل الإفريقي اللصيقة بالمغرب، لذلك تبقى المخاطر المرتبطة بتنظيم القاعدة حاضرة بالمغرب.
هذا المعطى يسري كذلك على التنظيمات الموالية لداعش، وفق المتحدث الذي أضاف: في حالة وصول عبد الرحمن المغربي، وهو قيادي بارز في التنظيم شغل منصب القائد العام للقاعدة في أفغانستان وباكستان، إلى خلافة صهره الظواهري فإن خطر تنظيم القاعدة سيتضاعف بالمغرب.
ونبه الطيار إلى ضرورة استحضار المقاربة الاستباقية التي تنهجها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وباقي الأجهزة الأمنية المغربية في محاربة الإرهاب الكفيلة بالتصدي لكل التهديدات والمخاطر المرتبطة بتنظيم القاعدة أو غيره.