نشرت وزارة الداخلية الليبية اليوم شريطا مصورا حول ما اعتبرته معاناة المهاجرين القادمين من جنوبي الصحراء أطردوا من تونس ..وقد قدم عدد من المهاجرين شهادات مروعة اتهموا فيها الجيش الوطني والأمن الوطني بارتكاب أعمال عنيفة ضدهم .
ولا يعتقد أن نشر مثل هذه الشهادات دون موافقة وزير الداخلية الليبي عماد الطرابلسي .
من هو عماد الطرابلسي
الطرابلسي، هو وزير الداخلية المؤقت في حكومة طرابلس، التي شكلها رئيس الوزراء الليبي المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة. وورد اسم عماد الطرابلسي عام 2018 في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية، بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.
وأشار موقع “يورأكتف” الإخباري المعني بأوروبا، إلى أن لجنة من خبراء الأمم المتحدة معنية بانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، ذكرت الطرابلسي في تقرير على أن لديه ميليشيات تتلقى الأموال بنحو غير قانوني مقابل تنفيذ بعض المهام. وأضاف التقرير أن الطرابلسي كان يسيطر على مجموعة مسلحة تسمى قوات العمليات الخاصة، كانت تجمع أموالًا مقابل أي ناقلة تمر عبر نقاط التفتيش الخاصة بها.
وشدد الصحفي الإيطالي بإذاعة راديو راديكال، سيرجيو سكاندورا، في ديسمبر 2022، على أن تلك المجموعة (قوات العمليات الخاصة) أسهمت في دخول منتجات بترولية غير شرعية إلى تونس، مقابل آلاف الدولارات.
الطرابلسي يلتقي السلطات الإيطالية
أشار الموقع الإخباري إلى أن الطرابلسي التقى السلطات الإيطالية في مرات عديدة، لبحث العلاقات مع البلدين، خاصة في مجال الهجرة غير الشرعية، وهو ما يظهر انخراطًا كبيرًا مع الحكومات الغربية.
والتقى الطرابلسي في ديسمبر 2022، وفدًا من وزارة الداخلية وأجهزة المخابرات الإيطالية. وفي 21 فبراير 2023، التقى وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بينتيدوسي، لمناقشة “الإجراءات المشتركة” بين إيطاليا وليبيا، للتعامل مع الهجرة غير الشرعية.
وفي بيان للداخلية الإيطالية عبر تويتر، وصفت الوزارة هذا الفريق (قوات العمليات الخاصة) بأنه أداة تشغيلية لمشاركة الإجراءات المشتركة بين البلدين، في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وقضايا أخرى.
ولكن لماذا قرر الديبية الاختيار عليه
فيما يعتقد البعض، أن هذا التعيين جاء كردّ فعل من الدبيبة على دعم الطرابلسي له في الصراع الدائر بينه وبين رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا على السلطة.
إذ لعبت ميليشيا “الأمن المركزي” التي يقودها الطرابلسي و تتمركز في جنوب غرب طرابلس، دوراً كبيراً في طرد المليشيات الموالية لمنافسه فتحي باشاغا، أثناء محاولاتها دخول العاصمة لتسليمه السلطة.
لكن البعض الآخر ذهبوا إلى اعتبار هذا التعيين، بمثابة تحرّك من الدبيبة يستهدف تقسيم قوات مدينة الزنتان الموالية لباشاغا بقيادة اللواء أسامة الجويلي، حيث ينحدر الطرابلسي من هذه المدينة. وتشكيل تحالفات جديدة مع قوى الغرب الليبي، بالتالي إضعاف قوّة الجويلي الذي ينحدر كذلك من الزنتان.