الرئيسيةالأولىمن يحلم بسقوط الجزائر

من يحلم بسقوط الجزائر

شنت وكالة الأنباء الجزائرية هجوما قويا على المشوشين من الخارج على الاستحقاق الرئاسي القادم، واصفة إياهم بقوى الشّر وزارعي اليأس والمنتقمين الذين يحلمون بانهيار الجزائر، لكنها ستبقى صامدة.
وفي برقية مطولة، نشرتها الجمعة، قالت “واج” إنه في الوقت الذي يستعد فيه الشعب الجزائري بحماس لاختيار رئيس جمهوريته في 7 سبتمبر المقبل، حيث يجول المرشحون البلاد من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، يقودون حملة انتخابية مفتوحة هادئة ودون خجل، تبدأ قوى الشر في التحرك.
وأوضحت الوكالة أن زارعي اليأس، والمنتقمين، ومعطي الدروس، وحتى عرافي المستقبل، يشكلون هذا الفصيل الذي ينتظر أن تنهار الجزائر ليدفنها قبل أن يرمي آخر معاول الظلم، لكن الجزائر، التي لا تتزعزع، ستبقى صامدة دائما. أما هؤلاء المرفوضون المحبطون على رصيف التاريخ، فبإمكانهم دائمًا الانتظار أكثر، وفق تعبير المصدر.
وأضافت الوكالة أن نفاد صبرهم من صعود الجزائر يذهب سدى، لأن البلد سيستمر في المضي قدما بحزم وشجاعة، غير مبالٍ بالمناورات التي تهدف إلى تعثره.
وأرجعت الوكالة إثارة العقول الحاقدة المصممة على إبطاء صعود الجزائر في هذا التوقيت بالذات إلى الحيوية الديمقراطية وهذه الديناميكية الرائعة لبلادنا، قبل أن تعقب بالقول “لكن الجزائر ستبقى دائما واقفة في وجه سيول الكراهية. نعم، إنهم في هذه المرحلة غير قادرين على دعم احتمال قيام جزائر جديدة ومزدهرة ومؤثرة.
وتتساءل الوكالة: هل ينسون من أين أتت الجزائر؟ هل يتجاهلون قوة مقاومة وصمود الشعب الجزائري؟ هل يتجاهلون العلاقة القوية بين الجيش وشعبه؟ هل يتجاهلون قوة مقاومة وصمود الشعب الجزائري؟
وتعمد الوكالة إلى تذكير هؤلاء الحاقدين أنه بعد حرب بطولية ضد فرنسا الاستعمارية التي مارست الإبادة الجماعية، لم تستعد الجزائر استقلالها فحسب، بل غيرت مسار التاريخ البشري، مؤكدة أنها وضعت حدا لأسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر، وحطمت جدار المستحيل، وأعطت الأمل في الحرية لجميع الشعوب المضطهدة في العالم. استلهمت الثورة الجزائرية العديد من الدول الإفريقية والآسيوية لاستعادة حريتها.
وتتابع الوكالة أن هذا الشعب البطل والصامد انتصر دائما على التجارب، وخرج سالما من الأزمات المتعددة والخطيرة التي طبعت تاريخه منذ الاستقلال. في عام 1962، كانت البلاد، الخارجة من حرب وحشية، اقتصادها في حالة جمود، والبنية التحتية مدمرة، والإدارة مهجورة، والعائلات محطمة، والأزمة السياسية الداخلية مستعرة، كما واجه الشعب إرهاب المنظمة المسلحة السرية التي مارست سياسة الأرض المحروقة، عبر أكثر من 400 عملية عسكرية و2300 هجوم، من بينها هجوم إرهابي أدى إلى سقوط ضحايا أبرياء بين عمال ميناء الجزائر العاصمة والباحثين عن عمل.
لقد كانت تلك المنظمة، بحسب الوكالة دائما، آخر نيران تنظيم إرهابي ولد في وكر مستعمر غاشم، استخدم أبشع الأساليب لمحاولة إبادة شعب متمسك بحقه في الحرية.
ثم يضيف المصدر أن ذلك لم يكن كافيا، بل كان على الجزائر أن تواجه الجيش المغربي، الذي جاء بدواع مزعومة لـ”استعادة” الأراضي الواقعة على حدوده وشن هجوما مميتا. لكن التاريخ يتذكر التعبئة غير العادية للجيش والشعب الجزائريين، الذين لقنوا درسا للجار الغربي المولع بالحرب.
وفي عام 1988، يضيف المصدر، هزت صدمة أخرى الجزائر، التي كانت آنذاك في قبضة أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة. وما إن مرت عاصفة مظاهرات أكتوبر 1988، حتى انتهزت الجزائر فرصة هذه الأزمة لبدء تغيير سياسي، مما أدى إلى انطلاقة ديمقراطية قبل 20 عاما مما سمي فيما بعد بربيع العرب.
وبسبب الغيرة من هذا الإنجاز الديمقراطي الاستثنائي، تم دفع الجزائر نحو هاوية الإرهاب التي لا مثيل لها في العالم، لكن الجيش والشعب، يدا بيد، ومن دون مساعدة من أي دولة أخرى، شنّا حربا لا هوادة فيها ضد الإرهاب لمدة عشر سنوات دون هوادة، بحسب تعبير المصدر دائما.
وكانت الخسائر فادحة للغاية: ما يقرب من 200 ألف حالة وفاة وأكثر من 20 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية، فضلا عن التداعيات على الأسر المتضررة وصورة البلاد التي تضررت عمدا في جميع أنحاء العالم. لقد أعطت الجزائر درسا آخر للعالم، الذي سيختبر فيما بعد أهوال هذا الإرهاب.
ثم تعود الوكالة إلى حراك فبراير 2019، قائلة إن الأزمة السياسية الخطيرة آنذاك كادت أن تأخذ الجزائر بعيدا، لكن الحراك أنقذها من كارثة حقيقية كان من الممكن أن تدمر الدولة. ومرة أخرى، دُعي الشعب وجيشه إلى كتابة صفحة جديدة في تاريخ البلاد، حيث خرج ملايين الجزائريين على مدى أشهر في الشوارع للتعبير عن رفضهم لممارسات العصابة، دون قطرة دم واحدة. وكان ذلك غير مسبوق في تاريخ البشرية.
في الفترة نفسها، يضيف المصدر، كانت مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا عنيفة بشكل لا يصدق، بل وفقًا لتقرير أعدته منظمة العفو الدولية، كان هناك ما لا يقل عن 2500 جريح بين المتظاهرين و1800 بين الشرطة.
لقد كان درسا آخر في السلمية يأتي من الجزائر، التي تعافت من خلال تنظيم انتخابات رئاسية في ديسمبر/كانون الأول 2019. وبمجرد توليه رئاسة البلاد، شرع الرئيس عبد المجيد تبون في إعادة بناء المؤسسات. وقام بتجربة ديمقراطية وتنموية رائدة.
وقاد ببراعة عملية انتقالية سياسية متناغمة، تتفق مع المبادئ الدستورية والإرادة الشعبية، مع إعادة إطلاق الاقتصاد من خلال تعزيز القدرات الوطنية وإطلاق مبادرات وطا قات الشباب.
وشددت الوكالة على أن هذه التجربة قد حظيت بإشادة عالمية من قبل العديد من منظمات الأمم المتحدة ومختبرات البحث المتخصصة، وأجمعت على الاعتراف بالنتائج الإيجابية للإصلاحات التي بدأها الرئيس تبون.
وكانت التحديات التي واجهتها عديدة، ولكن في كل مرة كانت الجزائر قادرة على إظهار قوة وإصرار استثنائيين لتجاوز العقبات. إنها دائما تعود أقوى، مثلما تؤكده الوكالة، وليتعلم الذين يعملون على زعزعة استقرار الجزائر الدروس من كل هذه الأزمات التي مرت بها البلاد.
أما أولئك الذين يسعون جاهدين لإثارة المؤامرات لزعزعة الاستقرار وعرقلة صعود الجزائر، فيقدم لهم المصدر الإعلامي الرسمي نصيحة حكيمة بالقول: “من الأفضل بكثير اعتبار الجزائر من بين الحلفاء، لأن الجزائر تعرف، بالنسبة لأعدائها، كيف تحتفظ بردود حازمة، حيث قصتها في حد ذاتها دليل لا هوادة فيه على قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص والوقوف في وجه خصومها”.
ثم تختم الوكالة رسالتها بالتأكيد على أن الجزائر لا تسعى إلا إلى أن تكون قوة هادئة. الصداقة مع هذه الأمة هي طريق الرخاء والاحترام، ومعاداتها طريق مليء بالمزالق والخيبات.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!