مع انطلاق الموسم السياحي في الجزائر لا يوجد أي مؤشر عن امكانية فتح الحدود البرية التونسية الجزائرية خلال موسم الصيف الحالي
لكن هناك مؤشرات قوية على ان السلطات الجزائرية اختارت أن تعول على سياحتها الداخلية وتنشيط فنادقها وقد شرعت وزارة السياحة في تنفيذ هذا البرنامج ليطال أكثر عدد ممكن الجزائريين .
تقول صحيفة الحصاد اليومي الجزائرية ” أن وزارة السياحة لم تبق مكتوفة الأيدي، بل هيأت الأرضية والمناخ المناسب لإيجاد وجهة أخرى تعوض الجزائريين عن سفرهم إلى تونس، من خلال قرار فتح منشآت تعليمية من إقامات جامعية ومراكز تكوين وغيرها في المناطق السياحية أمام الشباب الراغب في الاستجمام وقضاء العطلة، موازاة مع اعتماد قرار يسمح للعائلات بتأجير غرف أو منازل لفائدة السياح الجزائريين بما فيهم المغتربين وفق بعض الشروط والآليات القانونية لحماية حقوق الطرفين.
وتحدث جدو رابح النائب رئيس أحد اللجان البرلمانية، عن رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني وجعل 2022 سنة اقتصادية بامتياز، وترجمتها إلى مساعي وزارة السياحة بمعية باقي القطاعات ذات الصلة من خلال إنجاز عدة مؤسسات فندقية منها 46 مؤسسة تم تدشينها على مستوى المناطق الساحلية، تُضاف إلى قرابة 900 مؤسسة تتسع لـ 300 ألف سرير، وهو عدد معتبر ومشروع ضخم يُعطي حركية متواصلة في إطار التنمية المستدامة بأبعادها المعروفة، ليشير إلى ثروات هائلة تملكها الجزائر، بداية بالمقومات السياحية، الجبلية، الروحية، الغابية، الثقافية والصحراوية، والتي تعتبر دعامة أساسية تعزز رؤية الحكومة الرامية لتطوير الصناعة السياحة، وهي آمال عبر عنها النائب من أجل أن يلعب قطاع السياحة دورا محوريا في تنويع الاقتصاد والابتعاد قليلا عن ريع المحروقات.
ومن الناحية الاقتصادية المالية -يضيف جدو- فإن غلق الحدود عاد بالفائدة على الخزينة العمومية، لاسيما ما تعلق باحتياطي الصرف من العملة الصعبة، أي ضمان عدم خروج منح السفر لصالح قرابة ثلاثة ملايين ونصف سائح جزائري اعتاد السفر إلى تونس لقضاء عطلته، وبعملية حسابية فإن اقتصاد صرف ما قيمة مليون ونصف سنتيم بالعملة الصعبة لكل سائح سيُعطي مبلغا كبيرا، ناهيك عن المبالغ غير المصرح بها والتي يأخذها السائح لتغطية احتياجاته اليومية هناك.
وكان رئيس الجامعة التونسية لوكالات الاسفار، جابر عن عطّوش،دعا منذ ماي الماضي الحكومة التونسية الى التفكير في حلول على الأمد القريب لإنقاذ الموسم السياحي من بينها توقيع اتفاق مع نظيرتها الجزائرية يتيح تنظيم رحلات بالحافلات بين البلدين.
وقال بن عطّوش “إنّ هذه السّفرات، التّي يمكن تنظيمها في الاتجاهين من طرف وكالات الاسفار في ظلّ توفر معدات النقل الضرورية والملائمة وذلك في انتظار رفع القيود التي فرضتها جائحة كوفيد -19.
وأكّد أنّ هذا الحلّ سيفضي الى كسب من بين 30 و 40 بالمائة من السياح الجزائريين الذين يزورون في العادة تونس والذين تناهز اعداهم 8ر3 مليون سائح وكذلك الى اقصاء الدخلاء على قطاع وكالات الاسفار من خلال تنظيم سفرات وفق حجوزات مؤكدة ومفوترة.
ولاحظ بن عطّوش أنّه الى حدّ الآن يسمح للفاعليين التجاريين والجزائريين المقيمين بتونس بالتنقل بين تونس والجزائر عبر المعابر الحدودية البرية.
ولكن خلال اللقاء الاخير الذي جمع رئيس الجمهورية قيس سعيد بوزير الخارجية الجزائري لم يقع التطرق لمسألة الحدود المغلقة منذ نحو سنتين .