نبيل عمار : شرعية بوريل وحزبه بصدد الإنتهاء

0
29
مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي
مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي

تعليقا على تصريحات إعلامية أدلى بها الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل بشأن التقارب الأخير بين تونس من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى، قال وزير الخارجية نبيل عمار ” لا أريد إثارة جدل حول بوريل لا يستحقه وهو يحمل حملا على كتفيه”.

وتابع عمار ” شرعية بوريل وحزبه بصدد الانتهاء واخرون سيتصدرون المشهد” معتبرا أن بوريل “كان يتمنى ان يصنع بتصريحه الحدث لكن لم يمض المسؤولون الاوروبيون معه في كلامه”.

وخلال الانتخابات الاخيرة فاز “الحزب الشعبي” الإسباني، الذي يمثل يمين الوسط، في الانتخابات الأوروبية التي جرت الأحد، بعدما حصل على 22 مقعداً من أصل 61 مقعداً مخصصاً لإسبانيا في البرلمان الإسباني، وهو ما يمثل ضربة لحكومة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، التي يقودها الاشتراكيون.

وحصل الاشتراكيون،- الذي ينتمي اليهم جوزيف بوريل و الذين مثلتهم وزيرة الطاقة تيريزا ريبيرا، على 20 مقعداً، بعد حملة انتخابية ركزت فيها المعارضة على اتهامات بالفساد ضد زوجة رئيس الوزراء، كما تم إقرار قانون العفو عن الزعماء المؤيدين للاستقلال في كتالونيا قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات.

واعتبر عمار أن بعض التونسيين يقفون وراء بوريل الذي أراد أن يسوق الى أن الشعب التونسي في واد وحكومته في واد اخر والعكس هو الصحيح”.

وكانت سفارة تونس في بروكسل قد شددت في بيان أمس على حسابها بفيسبوك، على أنّ الحكومة التونسية ”تعبّر بشكل شرعي عن تطلّعات الشعب التونسي وتترجم إرادته السيادية”، وذلك في ردّها على تصريحات بوريل بشأن التقارب الأخير بين تونس من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى.

وكان جوزيف بوريل قد عبّر في هذه  تصريحات عن ”قلق” الإتحاد الأوروبي من هذا التقارب مع هذه الدول ودعا إلى تقييم هذا التقارب وتطوّره. 

من هو جوزيب بوريل؟

من مواليد إقليم كتالونيا عام 1947، درس بوريل هندسة الطيران في مدريد وبحوث العمليات في ستانفورد بالولايات المتحدة.

دخل السياسة في عام 1979 عبر الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني كعضو في مجلس المدينة عن ضواحي مدريد، قبل أن يتم تعيينه في منصب بوزارة الاقتصاد ثم انتخابه لمجلس النواب عن برشلونة في عام 1986.

تم ترشيحه للانتخابات الإسبانية في عام 2000 لكنه تخلى عنها بعد أن تورط شخصان كان قد عينهما في أثناء وجودهما في وزارة المالية في فضيحة مالية بشأن شراء عقارات.

أصبح رئيسًا للبرلمان الأوروبي في جويلية 2004، وتولى هذا المنصب حتى جانفي 2007.

عاد إلى مجلس وزراء إسبانيا في جوان 2018، حيث جرى تعيينه وزيرًا للشؤون الخارجية في حكومة بيدرو سانشيز.

في جويلية 2019، رشحه المجلس الأوروبي لمنصب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية قبل أن يتقلد المنصب رسميا في سبتمبر من العام ذاته.

الأمر الذي لا يخلو من السخرية أن بوريل الذي يمثل الاتحاد الأوروبي في العالم كمفوض للشؤون الخارجية، ليس بمقدوره أن يزور مسقط رأسه في كتالونيا.

بوريل مدافع قوي عن وحدة إسبانيا، وهو ما يجعل الانفصاليين الكتالونيين يعتبرونه خائنا حيث تزايدت مشاعر الكراهية الكبيرة ضده، حسبما اشتكى بوريل في تصريحات سابقة لصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”.

وظيفة بوريل في الاتحاد الأوروبي

يشغل بوريل حاليا وظيفة الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية داخل الاتحاد الأوروبي.

ويركز دوره على الحفاظ على السياسة الخارجية والأمنية المشتركة والتي تسعى إلى “الحفاظ على السلام والحفاظ على الأمن الدولي”.

وتأسس المنصب بموجب “معاهدة أمستردام” تحت مسمى الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة.

وكان أول من تقلده الفيزيائي والأستاذ الجامعي خافيير سولانا لمدة 10 سنوات إلى أن توسع نطاق المنصب بعد معاهدة لشبونة وتسلم مقعدًا في المفوضية الأوروبية ومنصب رئيس مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وفي أكتوبر 2022 أثارت تصريحات جوزيب بوريل، التي وصف خلالها أوروبا بـ”الحديقة” وباقي العالم بأنه “أدغال” ردود فعل غاضبة.

وفي كلمتهخلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية، قال بوريل إن “أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم… أغلب بقية العالم هو أدغال”.

“.