على يمين الصورة صفوف طويلة عريضة أمام مخبزة لاقتناء ما تيسر من الخبز ووسط الصورة شاحنة تغص بالخبز الذي يبذره التونسيون ليكون مصيره علفا للدجاج أو الأبقار .
وحسب دراسة للمعهد الوطني للاحصاء فان المعدل السنوي لاستهلاك الفرد من الخبز يصل الى 74 كيلوغراما وأنّ استهلاك الخبز خلال شهر رمضان يرتفع بنسبة 25 بالمائة مقارنة ببقية أشهر السنة.
هذه المعطيات التي ادلى بها مسبقا المدير العام للمعهد، طارق بن جازية كشفت ان استهلاك الخبز الصغير (الباقات) يرتفع بنسبة 13 بالمائة خلال شهر الصيام مقارنة ببقية أشهر السنة…. وان الخبز في تونس يعد مالحا، إذ تساوي كمية الملح في الخبز ما يعادل الملح الموجود في كاس ماء سعة 100 مللترباعتبار أن كمية الملح التي يتم اعتمادها عند تصنيع الخبز في تونس تعد الأرفع في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وافادت الدراسة المنجزة والتي نشرتها جريدة الصحافة اليوم ان الاستهلاك المتفاقم لمادة الخبز في رمضان اسفرت عن انتشار وارتفاع ظاهرة تبذير الخبز في مختلف مناطق البلاد، إذ تؤكد الإحصائيات أنّ حوالي 15،7 بالمائة مما يقتنيه التونسي من الخبز يقع إلقاؤه، أي ما يعادل 100 مليون دينار سنويا وانه لا يتم استهلاك 900 ألف خبزة يوميا.
ومن أهم أسباب نمو التبذير سيما في رمضان انتشار محلات بيع الخبز التقليدي والتي تؤثر على مستوى العرض إلى جانب سوء حفظ الخبز علما أن المعهد الوطني للاستهلاك، كان أعلن عن ضبط استراتيجية وطنية للتقليص من تبذير الخبز في تونس في حدود 30 بالمائـة خــلال الـفـتـرة 2016 /2020 وقد انطلق المعهد منذ اسبوع في حملة تحسيسية عبر الهاتف الجوال للمنخرطين بمختلف مزودي خدمات الاتصالات.
وتفيد المعطيات المتوفرة لـ « الصحافة اليوم» أن السعر الحقيقي للخبز الكبير من دون دعم 465 مليم للخبزة الواحدة (دعم في حدود 235 مليم) وتباع للعموم بسعر 230 مليم فيما تباع الباقات (الخبز الصغير) للعموم بـ 190 مليم بدعم في حدود 84 مليما، أي ان سعرها الحقيقي يعادل 274 مليم. وتورد تونس 80 بالمائة من حاجياتها من القمح اللين، أي أنّ 4 باقات من جملة 5 تعتبر موردة. وتمثل واردات البلاد من القمح لوحدها أكثر من 51 بالمائة من الواردات الغذائية.