الرئيسيةالأولىهذا ما ورثته الأفغانيات من الغزو الأمريكي لبلادهن

هذا ما ورثته الأفغانيات من الغزو الأمريكي لبلادهن

نحن كالرقيق” .. بهذه العبارة اختصرت شابة أفغانية، رفضت الكشف عن اسمها، الجحيم الذي تعيشه النساء في بلادها، في شهادة نادرة عبر الفيديو، أمس الثلاثاء، أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

يتناول مجلس حقوق الإنسان حالات كثيرة من الانتهاكات لحقوق الإنسان في العالم، ويستمع بانتظام إلى شهادات ناشطين وممثلين عن المجتمع المدني، لكن من النادر للغاية ألّا يتمّ الكشف عن هوياتهم.

وتحدثت الفتاة، التي عُرّف عنها باسم مستعار هو “ليلى”، في رسالة فيديو صوّرت مسبقا في أفغانستان، مع حجب وجهها وتغيير صوتها لحماية هويتها.

وذكرت أمام مجلس حقوق الإنسان، المجتمع بجنيف لبحث وضع هذه الحقوق في أفغانستان، كيف كانت الحياة قبل أن تسيطر الحركة المتطرفة مجددا على السلطة قبل حوالي ثلاث سنوات، مؤكدة “كنّا أحرارا”. وأضافت: “لكننا الآن أشبه بالرقيق”.

وقالت المتحدثة نفسها إن “الفتيات الأفغانيات يشبهن تلك العصافير التي كُسرت جوانحها، لكنها لا تزال تحاول أن تطير … أعلى ما أمكنهنّ”.

تمييز وفصل

منذ عودتها إلى السلطة، بعد انسحاب الجيش الأمريكي في أوت 2021، تطبق حركة طالبان تفسيرها المتطرف للشريعة، مشددة القيود على النساء بصورة خاصة.

وأُغلقت أبواب الثانويات ثم الجامعات أمام الأفغانيات، وكذلك المنتزهات وصالات الرياضة والحمامات.

وتندّد الأمم المتحدة بسياسات تكرّس التمييز و”الفصل القائم على النوع الاجتماعي”.

من جانبها، ترد سلطات طالبان على الانتقادات الدولية مؤكدة أن القوانين الأفغانية تلتزم بالشريعة الإسلامية وتضمن حقوق جميع المواطنين.

غير أن المقرر الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت أعلن للمجلس، الثلاثاء، أن الانتهاكات بحق النساء والفتيات “شديدة ومعممة إلى حدّ… قد ترقى إلى جرائم بحق الإنسانية”.

وقال إن “إرساء طالبان سياستها القائمة على القمع بناء على النوع الاجتماعي كنظام حكم ينبغي أن يصدم ضمير البشرية”.

وفي العام الماضي أوضحت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحّوث أن الوضع متدهور إلى حد أنه ينعكس على الصحة النفسية للأفغانيات، محذرة بأن “الانتحار والأفكار الانتحارية منتشرة في كل مكان” في البلد.

وهذا ما أكدته ليلى في شهادتها، إذ قالت إنها تعرف عدّة نساء انتحرن بعدما قام رجال بالقبض عليهنّ وضربهنّ بحجّة أنّهنّ لا يضعن الحجاب بالطريقة المناسبة.

وأضافت “إنني واثقة بأنها حجج لأن الفتيات يخفن كثيرا ويحاولن دائما ارتداء ملابس سوداء، ووضع غطاء رأس وارتداء معطف”.

وهي نفسها تعيش في خوف دائم مما قد يحصل لها إذا قبضت عليها قوات الأمن، فتتساءل “هل يقتلونني؟”، لكنها تشير إلى أنها “قلقة كثيرا على مستقبلي”.

“لن أستسلم أبدا”

منذ أن حظر على الفتيات الذهاب إلى الثانويات، تلزم ليلى منزلها حيث تساعد والدتها وتتعلم الطهي، لكنها تؤكد “هذا ليس مستقبلي”، مضيفة “ضاعت منّي فرص كثيرة في حياتي… أواجه الاكتئاب وأشعر أن لا حيلة لدي”.

بالرغم من هذا الوضع تقول ليلى: “لم أستسلم ولن أستسلم أبدا”. وهي تحتفظ بالأمل وتقول: “أريد مستقبلا مشرقا. أريد أن أصبح زعيمة. أريد أن أكون صوت الفتيات الأفغانيات وأساعدهنّ. أريد أن أنجح وأن أكون مصدر اعتزاز لأهلي”.

وتعوّل ليلى على الأمم المتحدة لتمكينها من تحقيق ذلك. وختمت قائلة: “أدعو الأسرة الدولية، لا بل أتوسّل إليها أن تواصل دعم الفتيات والنساء في أفغانستان، خصوصا على صعيد التعليم والعمل”، مضيفة “أود لو يتمكنوا من دعمنا أكثر”.

كذلك دعت الشاعرة والكاتبة والناشطة الحقوقيّة الأفغانية المقيمة بالمنفى شفيقة خبالواك إلى تحرك دولي، وقالت متحدثة من منبر المجلس: “في أعين طالبان نحن لا أحد”.

وأضافت خبالواك: “نواصل المقاومة من أجل حقوقنا، ونطلب منكم أن تقفوا بجانبنا لنكون في الجانب الصحيح من التاريخ”.

جدير بالذكر أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على الفتيات إكمال الدراسة بعد التعليم الابتدائي.

انسحبت القوات المسلحة الأمريكية من أفغانستان في31 أوت 2021، لتتم بذلك عملية حارس الحرية، وبعثة الدعم الحازم التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي. غزت الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها أفغانستان واحتلتها عام 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر، لتصبح بذلك الحرب على أفغانستان أطول اشتباك عسكري خاضته الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!