الرئيسيةالأولىهشام العجبوني : "اللهمّ إنّي قد بلّغت، فأشهد"

هشام العجبوني : “اللهمّ إنّي قد بلّغت، فأشهد”

في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك تمنى هشام العجبوني القيادي في التيار الديموقراطي ان تشهد البلاد انفراجة على جميع المستويات مع دخول السنة الجديدة

وتحت عنوان ماذا لو … كتب العجبوني قائلا

“و نحن على مشارف توديع سنة كئيبة وحزينة ومُرعبة واستقبال سنة جديدة كلّ المؤشرات تقول أنّها ستكون صعبة ومعقّدة كسابقتها على كل المستويات، داخليا و خارجيا، ماذا لو قرّرت السلطة الحاكمة أن تجعل من نهاية سنة و بداية أخرى، فرصة لإدخال الفرحة على مواطنين و عائلات عانوا من عذاب السجون وبُعد الأحباب و ظروف الإيقاف و الزيارات المهينة للذات البشرية،و فتح صفحة جديدة في إدارة البلاد؟

ماذا لو سمحت للمساجين المتعلّقة بهم شبهات و لم تصدر في شأنهم أحكاما باتّة، و كذلك مساجين الرأي، بإطلاق سراحهم و السماح لهم بقضاء عطلة السنة الإدارية في أحضان أبنائهم و أزواجهم و زوجاتهم و عائلاتهم؟

ماذا لو تعالت السلطة الحاكمة عن خلافاتها مع معارضيها وتعاملت معهم بحسّ إنساني، وأدخلت البهجة عليهم وعلى عائلاتهم وعلى مناصريهم، وغيّرت من طريقة إدارتها للخلافات و الإختلافات؟

ماذا لو سمحت لغازي الشواشي وعصام الشابي وجوهر بت مبارك وعبد الحميد الجلاصي ورضا بلحاج وخيام التركي، و بقية المتهمين في ما يسمّى بقضية التآمر على أمن الدولة، بعد حوالي 22 شهرا من الإيقاف، من مغادرة السجن و لمّ شملهم مع عائلاتهم، في انتظار محاكمتهم؟ [يا سيدي مع تحجير السفر والإقامة الجبريّة وعدم الظهور في الأماكن العامة]

ماذا لو تمّ إطلاق سراح عبير موسي ولطفي المرايحي والعياشي الزمال ورياض بن فضل والعجمي الوريمي والمنذر الونيسي و كل السياسيين المعارضين، و تمتيعهم بمحاكمات عادلة في خصوص القضايا المتعلّقة بهم؟

ماذا لو أصدر قيس سعيد عفوا رئاسيا على محمد بوغلاب وسنية الدهماني ومراد الزغيدي وبرهان بسيس و شذى الحاج مبارك، و تم إلغاء بطاقات الإيداع في القضايا الأخري المتعلّقة بهم إلى حين صدور الأحكام الباتّة؟

ماذا لو تمّ إطلاق سراح شريفة الرياحي و إرجاعها إلى رضيعها ليتمتّع كغيره بحضن أمّه ورعايتها و حنانها؟ [أيّ عقل و أيّ ذوق يمكن أن يبرّر إيداع أمّ مرضعة في السجن في طور التحقيق؟]

ماذا لو يتمّ رفع تحجير السفر على النائب السابق زياد الغناي، بعد تجاوز فترة 14 شهر، و تركه يغادر البلاد للإلتحاق بزوجته و أبنائه في فرنسا؟

ماذا لو تمّ أخذ سنّ و مرض بعض الموقوفين بعين الإعتبار وإطلاق سراحهم إلى حين صدور الأحكام القضائية الباتّة في شأنهم؟ [أتحدث هنا عن راشد الغنوشي و سهام بن سدرين و عديد الموقوفين الآخرين في مثل وضعياتهم]

ماذا لو تم إصدار عفو رئاسي على الشاب الفنّان رشاد طمبورة الذي حكم عليه القضاء بعامين من السجن، قضى منهم مدة طويلة، بسبب رأي خطّه على الجدران؟

ماذا لو تمّ إطلاق سراح كلّ المواطنين الموقوفين على أساس تدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي؟ [في الدول المحترمة لا يتمّ سجن مواطن بسبب كلمة، إلا في حالات استثنائية جدا]

ماذا لو تمّ إخلاء سبيل كلّ رجال الأعمال و تركهم يديرون مؤسساتهم و يحافظون على ديمومتها و مواطن شغلها، و معاقبتهم ماليا على كلّ تجاوزاتهم وجرائمهم المالية و الجبائية و الديوانية [في إطار القانون و بدون تعسّف و ابتزاز]

ماذا لو يتمّ التخلّي عن الفصل 24 من المرسوم 54 سيء الذكر و إبطال كل القضايا المحالة على معناه و إخلاء سبيل كل الموقوفين على أساسه؟

ماذا لو يُسمح لكلّ هؤلاء أن يتمتّعوا بدفء العائلة و أجهزة التسخين في هذا البرد القارس و أن يسمحوا لهم بعد أشهر عديدة من الحرمان من تناول ما يشتهون من أطعمة وارتداء ما يريدون من ملابس و يقرؤون ما يحلو لهم من كتب بدون تدخّل و تعسّف السجّانين؟

ماذا لو ندخل في مرحلة جديدة لتحصين البيت الداخلي من كلّ تدخّل أجنبي، و يتنازل فيها الجميع لصالح الوطن؟

ماذا لو نوجّه كل هذه الطاقة المهدورة و نتخلّى عن مشاعر الكره و الشماتة و التشفّي، نحو بناء وطن يتّسع لجميع أبنائه، يعيشون فيه بحرية و كرامة و ثقة و أمل في المستقبل؟

ماذا ربحت البلاد من القبضة الأمنية و القضائية؟

ماذا ربحت البلاد من الظلم و التعسّف و التنكيل؟

قلتها و أقولها للمرّة الألف، البلاد تحتاج في هذه الفترة الحرجة من تاريخها و أكثر من أي وقت مضى، إلى العقل و التعقّل و المعقوليّة و العقلانيّة…..وكلّ إدارة للبلاد خارج مشتقات العقل ستؤدي في نهاية المطاف إلى الدمار و الخراب و الفشل و الكوارث…وستكون تداعياتها وخيمة على مستقبل البلاد و الأجيال المقبلة!

اللهمّ إنّي قد بلّغت، فاشهد…..”

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!