تداولت يوم أمس العديد من المواقع خبر الغاء المملكة العربية السعودية لنظام الكفيل وقد رحب العديد من القراء بهذا القرار خاصة بعد الجدل الذي مازال متواصلا على اثر عرض منصة نتفليكس لفيلم حياة المعيز الذي يصور حياة مهاجر هندي يعمل راعيا للمعيز داخل المملكة .
وللتثبت في حقيقة هذا الخبر لم نجد له أثرا في أي وسيلة اعلام سعودية معروفة أو وكالة الأنباء السعودية ” واس” .
وفي واقع الأمر بدأت السلطات السعودية إلغاء نظام الكفيل المطبق في المملكة منذ سنوات، مع دخول مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية للعاملين في القطاع الخاص حيز التنفيذ يوم 14 مارس 2021 وهي المبادرة التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية في نوفمبر 2020 .
وكانت وزارة الموارد البشرية السعودية أعلنت أن الخدمات التي تقدمها مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية تتمثل في “خدمة التنقل الوظيفي التي تتيح للعامل الوافد الانتقال عند انتهاء عقد عمله دون الحاجة لموافقة صاحب العمل”. وتحدد المبادرة آليات الانتقال خلال سريان العقد بشرط الالتزام بفترة الإشعار والضوابط المحددة.
كما تتضمن المبادرة “خدمة الخروج والعودة، التي تسمح للعامل الوافد بالسفر خارج المملكة، وذلك عند تقديم الطلب مع إشعار صاحب العمل إلكترونيًّا”.
ويستفيد العامل من هذه الخدمة وفق شروط، أهمها أن يكون ضمن العمالة المهنية الوافدة الخاضعة لنظام العمل، وأن يمضي العامل الوافد 12 شهرًا لدى صاحب العمل الحالي منذ دخوله السعودية، وأن يتقدم بإشعار صاحب العمل إلكترونيًّا بطلب نقل الخدمة قبل 90 يومًا من الانتقال أو عند الرغبة في إنهاء العلاقة التعاقدية.
وتشمل خدمات المبادرة جميع العاملين الوافدين في منشآت القطاع الخاص ضمن ضوابط محددة، تراعي حقوق طرفَي العلاقة التعاقدية.
وأشارت وزارة الموارد البشرية إلى أن الخدمة تتوفر عبر منصتي (قوى) و(أبشر)، وتشمل جميع العاملين الوافدين في منشآت القطاع الخاص، وتدخل حيز التنفيذ بداية من اليوم- 14 مارس 2021-
غير أن هذه المبادرة لن تشمل خمس مهن، وهي السائق الخاص، والحارس، والعمالة المنزلية، والراعي والبستاني، وفق المصادر الرسمية.
ووفق إحصائيات الهيئة العامة للإحصاء، فإن إجمالي عدد العاملين في منشآت القطاعين الخاص والعام في السعودية بلغ نحو ثمانية ملايين و440 ألف عامل بنهاية الربع الرابع من عام 2019، ووفقا لتقرير “الأعمال قصيرة المدى”، بينما بلغ عدد الأجانب بمنشآت القطاعين الخاص والعام نحوستة ملاين و480 ألف عامل.
وتهدف الرياض عبر هذا الإجراء الرفع من قدرة سوق العمل السعودي التنافسية لتعزيز “رؤية 2030″، وفق المصادر الرسمية.
وكانت منظمات حقوقية دولية ضمنها منظمة هيومن رايتش ووتش قد قالت في تقرير لها نهاية العام الماضي، إثر إعلان المملكة اعتزامها تطبيق إصلاحات لنظام الكفالة، أنه إذا أرادت السعودية إلغاء نظام الكفالة فعليها “معالجة كل عنصر من هذه العناصر”.
وذكر التقرير: “بُنيت ثروة السعودية واقتصادها على ظهر ملايين العمال الوافدين، وحان الوقت لتغيير جذري بمنحهم الحماية القانونية وضمانات الحقوق التي يستحقونها”.
وخلال أزمة فيروس كورونا المستجد، وجد كثير من العاملين الأجانب أنفسهم عالقين في دوامة من الديون ولا يسمح لهم بالمغادرة قبل تسديدها، فيما دعا سعوديون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى طردهم واتهامهم بنشر الوباء.