يوم 31 جويلية 2015 طفل فلسطيني، تعرض للحرق وهو رضيع عندما أضرم مستوطنون إسرائيليون النار بمنزل أهله، فاستشهد على الفور وتعرضت عائلته لحروق خطرة. أثارت الحادثة تنديدا واسعا، وهددت السلطة الفلسطينية برفعها للجنائية الدولية.
الميلاد والنشأة
وُلد علي سعد محمد دوابشة تقريبا مطلع عام 2014 لعائلة فلسطينية من قرية دوما جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
جريمة الحرق
أفاد شهود عيان فلسطينيون في قرية دوما -في تصريحات صحفية بأن مجموعة من المستوطنين المتطرفين من عصابات ما يسمى “دفع الثمن” اقتحموا القرية قرابة الثالثة فجرا يوم 31 جويلية 2015، وقاموا بحرق منزلين لعائلة دوابشة باستخدام عبوات مولوتوف شديدة الاشتعال ألقوها داخلهما.
وأدت الحادثة إلى إصابة العائلة بجروح خطرة طبقا لشهادة مصادر طبية داخل مستشفى رفيديا بنابلس، مشيرة إلى أن حروقهم تراوحت بين 50% للطفل أحمد دوابشة (4 أعوام)، و70% للأب سعد دوابشة (30 عاما) توفي بعد أسبوع متأثرا برحوقه البليغة ، و80% للأم رهام حسين (27 عاما) توفيت في سبتمبر 2015 متأثرة بحروقها البليغة .
وأكد سمير دوابشة من قرية دوما أن مجموعة المستوطنين طرقوا بأيديهم على نوافذ منزل المواطن سعد دوابشة (30 عاما)، وعندما فتح لهم النافذة ألقوا عبوة مشبعة بمواد سريعة الاشتعال بالداخل مما أدى إلى حرق المنزل بالكامل وإصابة العائلة بحروق، بينما استشهد رضيعها علي متأثرا بجروحه نتيجة الاحتراق الشديد.
وأوضح أن المنزل الآخر الذي أحرِق -ويعود للمواطن مأمون رشيد دوابشة- لم يكن في داخله أحد لأن صاحبه يقطن مدينة نابلس، مبينا أن النيران أتت على المنزلين بكل محتوياتهما، وأن المستوطنين فروا من المكان عقب تنفيذهم الجريمة.
وأضاف دوابشة إلى أن جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية وعناصر الارتباط العسكري الفلسطيني والإسرائيلي حضروا إلى المكان وباشروا التحقيق في الحادثة، لافتا إلى أن جيش الاحتلال طوّق المنزلين وحال دون وصول المواطنين إليهما.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل الرضيع الفلسطيني دوابشة بالعمل الإرهابي، وانتقد “العجز المستمر عن إنهاء حالة الإفلات من العقاب على أعمال عنف متكررة يرتكبها مستوطنون”، مطالبا بمحاسبة المستوطنين المسؤولين عن الجريمة.
كما أعرب مجلس الأمن عن إدانته جريمة حرق الرضيع دوابشة بأشد العبارات ووصفها بـ”الهجوم الإرهابي والوحشي”. بينما طالب الاتحادُ الأوروبي الحكومة الإسرائيلية بعدم التهاون مع المستوطنين أو التسامح مع أعمال العنف التي يرتكبونها، ودعا إلى محاسبة الجناة وتطبيق القوانين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل في ليلة 19 مارس 2016 اندلع حريق في منزل الشاهد الوحيد في الحريق المتعمد الذي اودى بحياة افراد عائلة دوابشة في قرية دوما الفلسطينية الصيف الماضي.
استيقظ ابراهيم دوابشة وزوجته ليلا بسبب دخان كثيف داخل منزلهما في دوما القرية التي اصبحت رمزا لممارسات المستوطنين المتطرفين في شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب شهود عيان.
ونقل دوابشة وزوجته الى المستشفى في حالة صدمة، وما زالا غير قادرين على الكلام، بحسب ما اكد بشار، شقيقه الذي يقيم في الطابق السفلي للمنزل لوكالة فرانس برس.
وقال بشار «قرابة الساعة 1,30 فجرا تقريبا، سمعت زوجة اخي تطلب المساعدة، وصعدت الى الاعلى ووجدتها مغطاة ببطانية بينما كان اخي يرتدي ملابسه عند الباب وكانت النار مشتعلة».
وكانت رائحة الحريق تفوح صباح الاحد داخل الشقة الصغيرة بينما تفحمت الجدران، وتناثرت شظايا زجاج النوافذ في كل مكان. وفي غرفة المعيشة اصبحت الكراسي البيضاء سوداء اللون بينما دمرت غرفة النوم التي القيت داخلها الزجاجات الحارقة، واحرق الاثاث.
وتجمع سكان القرية المصدومون عند المنزل بينما تفقد مسؤولون محليون حجم الاضرار التي لحقت به.
ولم ينج من الحريق سوى الطفل احمد (5 سنوات) الذي تلقى علاجا لاشهر في مستشفى اسرائيلي قرب تل ابيب. وقال سكان في القرية ان حريق منزل الزوجين الشابين الذي يقع بجوار منزل سعد دوابشة، يحمل صفات هجوم مماثل. واضاف اقرباء للزوجين انه تم تحطيم نافذة ليلا قبل ان يجتاح دخان كثيف المنزل.
وفي جوان 2016 حقق الطفل الفلسطيني أحمد دوابشة (5 أعوام) حلمه عندما التقى في مدريد نجمه المحبوب البرتغالي كريستيانو رونالدو وعددا آخر من لاعبي ريال مدريد.