هذا خبر جيد لزعماء اليمين المتطرف في أوروبا الانتخابات البرلمانية التي تجري اليوم في إسبانيا، قد يخسر فيها اليسار ويعود اليمين المتطرف فيها إلى السلطة بعد أكثر من 50 عاما على نهاية ديكتاتورية فرانكو. استطلاعات الرأي ترجح خسارة الاشتراكي سانشيز، لكن اليمين لم يحسم أمرة بعد.
ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في 2024 ، سيشكل فوز اليمين في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد انتصاره في إيطاليا العام الماضي ، ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية. وسيكون لذلك طابعا رمزيا كبيرا لأن اسبانيا تتولى الرئاسة الدورية الاتحاد الأوروبي .
حظوظ اليمين
وتتوقع جميع استطلاعات الرأي التي نشرت حتى الإثنين انتصارا لحزب الشعب (يمين) بقيادة ألبرتو نونيز فيخو (61 عامًا). لكن غياب الاستطلاعات قبل خمسة أيام من الانتخابات يتطلب الحذر. فعدد الناخبين المترددين كبير ( واحد من كل خمسة) ومن غير المعروف تأثير موعد الانتخابات – في منتصف الصيف وفي أوج موجة حر شديد – على المشاركة في التصويت.
وأعلن مكتب البريد الإسباني السبت أنه بسبب الأعياد، صوت بالبريد نحو مليونين ونصف مليون ناخب من حوالى 37,5 مليونا مسجلين، وهذا رقم قياسي. وقال المحلل السياسي بيدرو رييرا ساغريرا الأستاذ في جامعة كارلوس الثالث في مدريد لوكالة فرانس برس ، إنه على الرغم من كل شيء فإن “عدم فوز حزب الشعب سيكون مفاجأة كبرى لكن قدرته على تشكيل حكومة أمر آخر”.
ويأمل فيخو في كسب عدد سحري محدد بـ 176 نائبًا يمنحه الأغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعدًا. لكن لم يخلص أي استطلاع للرأي إلى نتيجة كهذه لحزب الشعب الذي سيضطر إلى إبرام تحالف. وشريكه المحتمل الوحيد في هذا التحالف هو “فوكس” (صوت) الحزب اليميني القومي المتطرف والمحافظ جدا الذي تأسس في 2013 بعد انشقاق عن حزب الشعب.
المناخ والمتحولون جنسيا
ونقطة الضعف الكبيرة لفيخو الذي تأثرت حملته بها، إذ خاض حزبه مفاوضات مع “فوكس” لإبرام اتفاقات في عدد المناطق التي انتزعت من اليسار في الانتخابات المحلية في 28 ماي. فالحزب اليميني المتطرف لم يتنازل عن أولوياته بما في ذلك رفض مفهوم العنف المرتبط بالنوع الاجتماعي ورفض المتحولين جنسياً وإنكار تغير المناخ.
*** في أكتوبر 2019 استخرجت إسبانيا، رفات الديكتاتور الجنرال فرانسيكسو فرانكو من مقبرة وادي الشهداء، ونقلته إلى مقبرة في ضواحي إقليم مدريد، في حدث يشكل منعطفاً هاماً بحكم أنه ينهي طابع التقديس الذي كان يتمتع به هذا الديكتاتور في مقبرة رسمية، ومعه تستعيد إسبانيا الحديث والجدل حول مآسي الحرب الأهلية التي خلّفت مئات الآلاف من القتلى ونسبة هامة من المفقودين.
ولم تجر مراسيم نقل رفات الديكتاتور بشكل علني، بل بشكل خاص، واقتصر الأمر فقط على أفراد أسرته وبعض المسؤولين القضائيين الذين أشرفوا على تطبيق قرار نقل رفات الجنرال الذي توفي خلال نوفمبر من عام 1975. وجرى دفنه في مقبرة «إلباردو مينغروبيو» في ضواحي العاصمة. وكانت عائلته قد احتجت كثيراً على قرار الحكومة والقضاء لاحقاً بالترخيص بنقل الرفات، واعتبرت ذلك بمثابة تدنيس لمقبرة مسؤول حكومي سابق وفرد من عائلتهم، وهو ما شددت عليه أمس مجدداً. ومن اللحظات المثيرة التي خلفها إعادة دفن الرفات في المقبرة المذكورة حضور مؤيدي الجنرال فرانكو وعلى رأسهم العقيد أنتونيو تخيرو الذي كان قد نفذ آخر محاولة انقلابية يوم 23 فيفري عام 1981.
ومن شأن قرار مثل هذا أن يخلف الكثير من ردود الفعل السياسية بحكم أن الأمر يتعلق بسياسي وعسكري تزعم الحرب الأهلية ما بين عامي 1936 و1939 وخلّف وراءه أكثر من 300 ألف قتيل، علاوة على نسبة عالية من المفقودين، وهروب الملايين نحو باقي أوروبا وأمريكا اللاتينية وكذلك شمال إفريقيا.