تونس – أخبار تونس
اعتبر سامي الطاهري الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن “الذكرى 78 لانبعاث الاتحاد العام التونسي للشغل تتميز هذا العام بمؤشرين كبيرين، الأول حرب الإبادة الواقعة في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني من قِبل الكيان الصهيوني والقوى الأمريكية والبريطانية والأوروبية”.
وتابع الطاهري في تصريح لوكالة الأناضول اليوم : “أما الثاني فهو الوضع الداخلي في تونس الذي تأثر بأزمة امتدت منذ 2021 إلى الآن وكانت لها تبعات على مستوى شلل الحياة السياسية وتدهور الوضعين الاقتصادي والاجتماعي”.
الطاهري قال إن “الحرب على غزة والوضع الداخلي يجعلان من دور الاتحاد ذو أهمية ونحن نحتفل بالذكرى تحت شعار “الاتحاد في خدمة المقاومة في فلسطين” كما كان منذ 1948 وسيواصل على هذا، باعتبار أن هذه القضية هي القضية الأم والرئيسة للتونسيين وأغلب العرب، ما عدا النظام الرسمي العربي”.
وأضاف أن “الاتحاد سيلعب دوره في توضيح الأزمة التي تعيشها البلاد وطرق حلها ومن أهم السبل هو الحوار الوطني والتشاركية بين كل مكونات المجتمع؛ فهذه أزمة داخلية وإقليمية وعالمية لا يمكن الخروج منها برأي واحد وفكر واحد”.
ومشددا على أهمية الاتحاد، أردف الطاهري: “جاء الوقت ليعي الجميع أن هذه الأزمة لابد أن نخرج منها مشتركين، وهنا يأتي دور الاتحاد في أن يقنع ويؤثر كي تحاول السلطة والمعارضة ومكونات المجتمع المدني أن تجد حلولا للأزمة”.
وبشأن ما يعتبره مراقبون تراجعا لدور ونفوذ الاتحاد بعد إجراءات سعيد الاستثنائية، قال الطاهري إن “الحديث عن صمت الاتحاد فيه ما يمكن أن يكون صحيحا”.
وأوضح أن “الاتحاد اتخذ استراتيجية تجنب التصادم، ليس خوفا أو كما يُقال أن هناك ملفات (بيد السلطة تدينه)؛ لأنه لو كان للسلطة أي ملف لما ترددت في استخدامه ورقة ضد الاتحاد.. نحن نتجنب التصادم؛ لأن البلاد غير قادرة على تحمل أي تصادم”.
ولكن هذا الموقف ليس نهائيا من جانب الاتحاد، إذ قال الطاهري: “الوضع لا يحتاج إلى مثل هذا الخيار (التصادم)، وإن اضطررنا إلى ذلك لن نتردد، دفاعا على النفس وعن تونس”.
وتابع: “لا نقبل أن تتواصل هذه الشعبوية وتدمير وتفكيك الدولة، بدعوى البناء القاعدي والشركات الأهلية، وبدعوى رؤى حتى أصحابها لا يفهمون منها شيئا .”
و”نأمل أن تكون أزمة وتمر وقوس ويغلق في هذا البلد دون أضرار كثيرة ودون تبعات وارتدادات قد تؤدي إلى احتراب أردنا تجنبه”، كما أكد الطاهري.