باعلانه مساء أمس الاثنين خلال لقائه بوزير الخارجية عثمان الجرندي أن على تمسك تونس بثوابت سياستها الخارجية لا سيما منها النأي بالنفس عن الدخول في أي تحالف فهل يمهد رئيس الجمهورية قيس سعيد بالتراجع عن صفة العضو الأساسي غير الحليف في الحلف الأطلسي مع التأكيد على رفض التدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا .
اذ ان تونس ومنذ اعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ، أثناء استقباله للرئيس الباجي قايد السبسي، في البيت الأبيض، عن قراره بمنح تونس صفة العضو الأساسي غير الحليف في منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” أصبحت شريكا هاما لهذا التحالف العسكري الغربي .
يذكر أن واشنطن لم تدعم تونس في المجال الاقتصادي، بالمقارنة مع دول أخري أوروبية وعربية. إذ يتيح وضع “الحليف الرئيسي من خارج الحلف الاطلسي” الامتياز الذي منح الى 15 بلدا بينها اليابان واستراليا وافغانستان ومصر والبحرين والمغرب، للبلد المعني الحصول على تعاون عسكري متين مع الولايات المتحدة خصوصا في تطوير الاسلحة واقتنائها.
وقبل نحو أسوعين إختتم وزير الدفاع الوطني السيد عماد ممّيش بحضور السيّدة Celest Wallender مساعدة وزير الدّفاع الأمريكي المكلّفة بالشّؤون الأمنية الدوّلية والجنرال كيرك سميث مساعد قائد القوات العسكرية الأمريكية بإفريقيا والمكلّفة بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأمريكيّة بتونس وأعضاء الوفدين من البلدين أشغال الدورة 35 للجنة العسكرية المشتركة التونسية الأمريكية المنعقدة بمدينة شتوتغارت الألمانية.
وعبّر وزير الدفاع الوطني خلال كلمة ألقاها بالمناسبة عن ارتياحه للأجواء الإيجابية التي دارت فيها أعمال اللجنة حيث مثّلت مناسبة لاستشراف مجالات جديدة للتعاون العسكري بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن انعقاد هذه اللجنة بصفة دورية دليل على حرص الجانبين على مزيد دعم الجهود المشتركة للارتقاء بمستوى التعاون الثنائي.
وأشاد بدعم الولايات المتحدة الأمريكية لتونس الذي تجسم خاصة في حجم المساعدات العسكرية وبرامج التعاون في مجالات التكوين والتدريب وتبادل المعلومات والخبرات.
من جانبها أعربت السيدة مساعدة وزير الدفاع الأمريكي عن ارتياحها لنجاح هذه الدورة، مثنية على المجهودات التي تبذلها تونس في مكافحة الإرهاب، ومؤكّدة في هذا السياق أن التنسيق والدّعم لتونس كشريك أساسي في إفريقيا سيتواصل في هذا المجال.
ويذكر أنّ أشغال هذه الدّورة إحتضنتها قيادة القوات العسكريّة الأمريكيّة بإفريقيا بمدينة شتوتغارت الألمانيّة يومي 27 و28 سبتمبر الماضي .
وفي أفريل الماضي شاركت تونس الى جانب أكثر من أربعين دولة، في مؤتمر انعقد في ألمانيا بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية لحشد الدعم المالي والعسكري لفائدة أوكرانيا التي تواجه حربا فوق أراضيها منذ فيفري المنصرم من طرف روسيا.
ويؤشر هذا الحضور على تغير في موقف تونس إزاء الحرب الروسية في أوكرانيا، بعدما اختارت الدبلوماسية التونسية في السابق موقف الحياد بعيدا عن تجاذبات موسكو وواشنطن.
ومثّل تونس في هذا المؤتمر وزير الدفاع الوطني عماد مميش ، في مؤشر على اصطفاف بلادنا إلى صف أمريكا ضد روسيا.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية عن مشاركة 43 دولة من داخل الناتو وخارجه، بينها تونس والمغرب وقطر وإسرائيل، في اجتماع دعا إليه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وعقد في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا.
وأكدت وزارة الدفاع الوطني في بيان أصدرته عقب الاجتماع مشاركة وزير الدفاع عماد مميش في “المؤتمر الذي تحتضنه مدينة رامشتاين بألمانيا الفدرالية لوزراء الدفاع من 20 دولة أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن غير الأعضاء وذلك بدعوة من نظيره الأمريكي”.
وقالت الوزارة إن “تونس تدعم كل مبادرة دولية في سبيل معالجة وحلّ النزاعات، وفقاً لمبادئ منظمة الأمم المتحدة والشرعية الدولية ونهج الحوار المسؤول”، مشيرة إلى أنها تشارك في هذه المشاورات “باعتبارها شريكاً مميّزاً غير عضو بحلف شمال الأطلسي”.
حمل المؤتمر، الذي نظمته وزارة الدفاع الأمريكية، اسم “المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا” وقد انعقد في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، بمشاركة دول أعضاء في حلف الناتو وأخرى من خارجه.
وترأس المؤتمر لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، الذي قال أمام الدول المشاركة إن “أوكرانيا يمكن أن تنتصر على روسيا”. ويأتي المؤتمر بعد زيارة قام بها إلى جانب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى كييف منذ أيام التقى فيها مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف أوستن بخصوص المؤتمر: “إنه اجتماع تاريخي اجتمعت فيه أكثر من 40 دولة لمساعدة أوكرانيا على الفوز في المعركة ضد الغزو الروسي الظالم. هدفنا هو أن نغادر هنا بفهم مشترك وشفاف لمتطلبات أوكرانيا الأمنية على المديين القريب والبعيد”.
وتابع أوستن قائلا: “لا أحد ينخدع بمزاعم بوتين الزائفة بشأن منطقة دونباس.. لنكن واضحين، لا يمكن الدفاع على الغزو الروسي، كلنا نبدأ اليوم من موقف الوضوح الأخلاقي بأن روسيا تشن حربا لتنغمس في طموحات رجل واحد”.
وكشف وزير الدفاع الأمريكي أن أكثر من 30 دولة حليفة التزمت، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فيفري المنصرم، بتقديم أكثر من 5 مليارات دولار من المساعدات الأمنية، قدمت أمريكا منها 3,7 مليارات درهم.
واعتبر لويد أوستن أن “الغزو الروسي لأوكرانيا هو إهانة للنظام الدولي القائم على القواعد”، وزاد قائلا: “إنه تحدّ لتحرير الناس في كل مكان، واليوم تقف الدول ذات النوايا الحسنة من جميع أنحاء العالم عازمة على دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وهذا ما ينبغي أن يكون”.
والهدف من المؤتمر هو تأمين أمن أوكرانيا وسيادتها على المدى الطويل، ومن المتوقع أن يركز على الاحتياجات الدفاعية للبلاد في الفترة التي تلي الحرب، كما يناقش تسليح كييف كي تتمكن من التصدي لهجوم روسي في الشرق.
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، إن الهدف الرئيسي للمؤتمر هو جعل المساعدة الأمنية المتزايدة لكييف، والتي تشمل أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة مسلحة وذخيرة، متزامنة ومنسقة.
في المقابل، حذر سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من احتمال توسع نطاق الحرب وتحولها إلى نزاع عالمي؛ وذلك غداة زيارة بلينكن وأوستن إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أن “النوايا الحسنة لها حدود وإن لم تكن متبادلة، فإن ذلك لا يساعد في عملية التفاوض”.
وصوتت تونس يوم 2 مارس 2022 بنعم لصالح قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدين أشد العبارات “العدوان” الروسي على أوكرانيا في جلسة استثنائية طارئة حضرها ممثلون عن البلدين، وتبنت الأمم المتحدة القرار المقترح من الاتحاد الأوروبي بـ 141 صوت مع و5 أصوات ضدّ، لمطالبة روسيا بسحب قواتها “فورا” من أراضي جارتها الشرقية.
خلال الجلسة، أكد الممثل الروسي أن إجراءات بلده قانونية وفق البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يشير الى ” حق الدفاع عن النفس”.
يدين قرار الجمعية العامة بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا، ويؤكد التمسك بدعم سيادة واستقلال ووحدة أراضي أوكرانيا داعيا روسيا إلى الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد أوكرانيا وإلى أن تسحب فورا، بشكل كامل ودون شروط، كل قواتها العسكرية.
تبريرا لتصويت تونس بنعم، أكد مندوب تونس لدى الأمم المتحدة طارق الأدب أن تونس تلتزم بمبادئ ميثاق جمعية الأمم المتحدة الداعية للسلام، وتدعو للحلول السلمية التي ستحول دون التصعيدات القادمة وأي خسائر بشرية محتملة.
“العالم شهد العديد من الحروب المدمرة، والتجربة تقول أن الحلول العسكرية لم يكن بامكلنها حل الخلافات والنزاعات التي لن تحل سوى بالحلول السلمية وايجاد طرق للتسوية، تأتي الأزمة الاوكرانية الحالية في وقت يحاول فيه العالم التعافي من أزمة كوفيد، ليصل الى مرحلة جديدة مبنية على التعايش السلمي والتعاون، نحن في تونس نؤمن أن العالم لا يمكنه تحمل أزمات أخرى ونشجع الأطراف المتنازعة الى اعتماد حلول سلمية مبنية على الحوار.”
وفي أفريل الماضي قام المفتش العام للقوات المسلحة التونسية الجنرال عبد المنعم بلعاتي رفقة رئيسة فريق الناتو بنيديكت بورال بزيارة مشتركة إلى مركز تدريب عمليات دعم السلام في سراييفو كجزء من مشروع لإنشاء مركز مماثل في تونس بدعم من الناتو.