تظهر البيانات الجديدة الصادرة من وزارة الداخلية الإيطالية تراجعًا في وصول المهاجرين إلى إيطاليا من تونس عن طريق البحر، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وبحسب البيانات التي نشرتها “نوفا”، فقد انخفضت، لمدة ثلاثة أسابيع، وتيرة الوصول بشكل كبير، ربما بسبب سوء الأحوال الجوية حيث ضربت ثلاثة أعاصير وسط البحر الأبيض المتوسط.
ومنذ بداية العام حتى 19 ماي، ظلت تونس “ثابتة” عند 25134 مهاجرًا هبطوا على السواحل الإيطالية، “فقط” 751 شخصًا أكثر من 2 ماي وحوالي 44 هبطوا يوميًا في الأسابيع الثلاثة الماضية، بزيادة أكثر من 652 في المائة مقارنة بـ3342 وافداً في نفس الفترة من العام الماضي، لكن الرقم أقل بالتأكيد مقارنة بـ 200 هبوط في اليوم حتى 2 ماي. ومع ذلك، ما تزال أكثر من نصف إجمالي 32101 عملية إنزال من الطريق التونسي طوال عام 2022.
ويضاف إلى هذه الأرقام أكثر من 200 مهاجر تم اعتراضهم من قبل السلطات التونسية ومختلف المتاجرين بالبشر الذين اعتقلتهم قوات الأمن التونسية بين 15 و 22 ماي.
وعلى وجه التحديد، في 13 ماي، تم إلقاء القبض على أحد تجار البشر في جبنيانة بولاية صفاقس، بينما تم اعتقال 70 مهاجراً من أصول جنوب الصحراء الكبرى، وتم الاستيلاء على زورقين حديديين بدون ترخيص. وفي اليوم التالي، 14 ماي، تم اعتقال اثنين من تجار البشر في المهدية والثالث في صفاقس، بينما تم اعتقال 47 شخصًا في جبنيانة.
وتم اكتشاف موقع يستخدم لبناء القوارب خلال الليل بين 16 و 17 ماي خلال عملية أدت إلى اعتقال ثلاثة مهربين و 28 مهاجرًا من جنوب الصحراء الكبرى.
وأحبطت السلطات التونسية مغادرة عشرة مهاجرين غير شرعيين تونسيين على ساحل الشابة بمحافظة المهدية، فيما تم اعتقال ثلاثة مهربين آخرين في نفس المنطقة.
أخيرًا، وفقًا لما أعلنه الناطق باسم الحرس الوطني التونسي، حسام الدين جبابلي، على صفحته الرسمية على فيسبوك، تم اعتقال 11 تونسيًا و 37 مهاجراً من أصول جنوب الصحراء الكبرى في الأيام الأربعة الماضية، بينما تم اعتقال ما لا يقل عن عشرة آخرين. تم القبض على المتاجرين.
وتعليقًا على تباطؤ عدد الوافدين على الساحل الإيطالي من تونس، أكد المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو، لـ”نوفا”، أنه “طوال 15 يومًا كان هناك طقسًا سيئًا وبحار شديدة السوء حتى في صفاقس، مع تيارات تجعل من المستحيل تقريبًا على أي شخص الذهاب إلى البحر”.
هذا الشهر من شهر ماي، وفقًا للمتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، يبدو كما لو كان “شهرًا شتويًا فيما يتعلق بأحوال البحر (…) وهو أول شهر من عام 2023 تم فيه تسجيل عدد أقل من الوافدين عن العام الماضي”.
وأوضح دي جياكومو: “سنكتشف ما إذا كانت عمليات الوصول قد توقفت فقط بسبب سوء الأحوال الجوية عندما تعود الأيام الأفضل”، غير أنه مع حلول الصيف ومناخ أكثر ملاءمة، يتوقع زيادة عمليات الإنزال على السواحل الإيطالية.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد مات أو فقد ما لا يقل عن 975 مهاجرا على طول الطرق (الليبية والتونسية) في وسط البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام، منهم 36 في ماي.
وفقًا لبيانات من لوحة المعلومات الإحصائية اليومية المنشورة على الموقع الإلكتروني لإدارة الحريات المدنية والهجرة بوزارة الداخلية، حل المهاجرون من جنوب الصحراء إلى حد كبير محل مواطني شمال إفريقيا في الأشهر الأولى من عام 2023.
في الواقع، في المركز الأول للهبوط في إيطاليا اعتبارًا من 23 ماي 2023 هي ساحل العاج مع وصول 7380 مهاجرًا، بينما في نفس الفترة من عام 2022 كانت هناك مصر مع حوالي 3388 عملية إنزال من الطريق الليبي، ولا سيما الطريق “الشرقي” الذي ينطلق من سواحل برقة إلى صقلية، تليها دولة أخرى في غرب إفريقيا، غينيا، مع وصول 5996 شخصًا اعتبارًا من 23 ماي 2023، بينما في نفس الفترة من العام الماضي كانت هناك بنغلاديش مع أكثر من 3084 هبوطًا.
ويحتل مواطنو مصر الآن المرتبة الثالثة من حيث عمليات الوصول غير الشرعية في إيطاليا، حيث وصل عدد الوافدين عن طريق البحر إلى 4862، بينما احتل التونسيون (أكثر من 2200) العام الماضي.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى وصول 4519 مواطنًا بنغلادشيًا سافروا على الأرجح عبر طريق شرق ليبيا للهبوط في إيطاليا، و 4018 مواطنًا باكستانيًا