الرئيسيةالأولىوزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني يتعرض الى أغرب...

وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني يتعرض الى أغرب عملية تحيل

رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، تعرض لسرقة كبيرة بسبب مساعدته، لم تتحدث عنها وسائل الإعلام عمدا حسب تقرير لموقع VICE.

حمد بن جاسم وظف العديد من الاستشاريين والمحققين الخاصين لتقليل التغطية الإعلامية للحادث وتعقب الجواهر المسروقة. تعود القصة لأوائل ديسمبر الماضي، حين اضطرت مؤسسة شهيرة للبيع بالمزادات إلى إلغاء عرض بيع ماسة كبيرة قد تصل قيمتها لنحو 35 مليون دولار.

في شهر أوت من العام الماضي، تم تعيين محققين من الشركات الكبرى في لندن ونيويورك من قبل المحامين العاملين في شركة حمد بن جاسم آل ثاني، لاستعادة 17 قطعة مجوهرات تزيد قيمتها عن 90 مليون دولار سُرقت خلال الأشهر الثلاثة الماضية. كانت المجوهرات فريدة من نوعها وذات قيمة عالية، بل وبعضها معروف لدى تجار المجوهرات الكبار، لذلك افترض المحققون أن إخراجها للعلن لبيعها من قبل اللصوص كان سيكون مخاطرة كبيرة منهم، لكنهم استنتجوا أن اللصوص كانوا ينوون إجراء بعض التغييرات عليها حتى لا تُعرف.

تفاصيل عملية النصب: في إفريل 2019، كانت مساعدة حمد بن جاسم آل ثاني المشار إليها باسم الضحية 1 في مذكرة التوقيف ولكن تم تحديد اسمها الأول بـ”ماغدالينا” في وثائق قدمت للمحققين، تتردد على موقع Purple Garden، وهو موقع إنترنت خاص بتقديم المشورة في مختلف المجالات مثل الحظ والحب والعلاقات المهنية لمدة عام تقريبا وهناك دخلت في اتصال مع مستشار اسمه “جيوفاني”، لكنه في الحقيقة كان لي، المقيم في فلوريدا، والمتهم بسرقة مجورهات الشيخ القطري. وبعد أن ربط لي علاقة “قوية” بماغدالينا، حيث كان يقدم لها المشورة في الغالب عبر تطبيق واتساب، أقنعها بأن مشاكلها الرومانسية والنفسية تكمن في مجوهراتها الشخصية، والتي قال إنها تحتوي على شوائب سيئة. وبعد بضعة أسابيع، أعاد لي مجوهرات لماغدالينا عبر “فيديكس” وذلك “بعد أن نظفها من الشوائب السيئة” حسب زعمه، لكنه أخبرها بأن مجوهراتها قد نشرت “الأرواح الشريرة” وأصابت مجواهرت أخرى، مؤكدا أن ذلك يعرّض الجميع للخطر، لذلك، اقترح أن ينظف المجوهرات الأخرى “. تُظهر المستندات المقدمة بما في ذلك إيصالات “فيديكس” ومعلومات تتبع الطرود، أن ماغدالينا دفعت نحو 92 دولارا بالعملة القطرية، لإرسال طرد بحجم 0.5 كغ من الدوحة، إلى عنوان في دافنبورت، بولاية فلوريدا، حيث قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي لاحقا أنه واحد من مساكن لي. كان الطرد الذي تم إرساله بدون تأمين وصول أو طلب توقيع استلام، موجه إلى لي، وفقا لبيانات التتبع. وكان المغلف يحتوي على أربعة مما سيكون في النهاية 17 قطعة من المجوهرات الراقية بقيمة لا تقل عن 90 مليون دولار. يقول التقرير أيضا إن ماغدالينا أرسلت المجوهرات عبر أربع دفعات، وفقا للمعلومات الواردة عن تتبع الطرود. ومن بين المجوهرات التي أرسلتها، كان هناك خاتم ضخم من الألماس الوردي، وعقد، مرصع بـ 75 قيراطا من الألماس الأصفر والأبيض. ورفع لي أسعاره إلى أكثر من 50 ألف دولار لكل من الحزم الأربع من جواهر حمد بن جاسم آل ثاني التي تم إرسالها خلال فترة الستة أسابيع. وقامت ماغدالينا بتضمين الشيكات في كل من حزم “فيديكس” الأربعة. وكان لي محل ملاحقة استمرت أشهرا من قبل أجهزة إنفاذ القانون الدولي وفرق المحققين الخاصين في أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وحتى الخليج العربي.

ماغدالينا أخبرت المحققين أنها بدأت تشك أخيرا في صدق لي، عندما رفض إعادة المجوهرات عن طريق “فيديكس” بنفس الطريقة التي تلقاها. لكن مخاوف ماغدالينا خفّت إلى حد ما، عندما وعدها لي بلقائها في مدينة كان، بفرنسا، في نهاية شهر أوت من تلك السنة، حيث كانت سترافق الشيخ القطري في عطلة صيف. وعندما لم يظهر لي في كان، أصابت ماغدالينا حالة من الذعر، بحسب بيانها. وبعد أن سألته لماذا لم يأت إلى كان كما كان مخططا له، وسألته متى سيعيد المجوهرات، أنهى لي أخيرا تلاعبه وكتب ردا عليها بحسب مذكرة التوقيف: “من فضلك توقفي.. لا أعرف ما الذي تتحدثين عنه.. أعتقد أنك بحاجة إلى طبيب نفسي.. أرجوك توقفي عن مضايقتي”. عندها، أدركت ماغدالينا على الفور خطأها واعترفت للشيخ القطري، قبل تقديم بيان مطول لفريق الأمن التابع له والعودة إلى الدوحة على متن طائرة خاصة. وبدلا من مقابلة ماغدالينا في فرنسا لـ”إعادة المجوهرات”، وفقا لوثائق الاتهام والمحققين الذين تم إطلاعهم على القضية، أمضى لي شهر أغسطس في مدينة نيويورك، ونيوجيرسي وهو يحاول بيع “أشياء” إلى تجار مجوهرات مختلفين، لا يزالون الآن محل التحقيق، عن دورهم المحتمل في عملية الاحتيال والسرقة. ويعكف المحققون الآن على استعادة بعض المسروقات رغم صعوبة المهمة، حيث أنه باستثناء ساعة رولكس، يمكن بسهولة تحويل القطع الستة عشر الأخرى التي سرقها لي إلى أحجار جديدة قد يقبل شراءها تجار الماس “أقل أخلاقية”.

يقول تقرير فايس أيضا، إنه من المعروف أن حمد بن جاسم آل ثاني يمتلك ثروة، و”يحب الأشياء الجميلة” إذ عرض ما قيمتة 179 مليون دولار على لوحة بيكاسو Les Femmes d’Alger (نساء الجزائر) في عام 2015 وكان ذلك رقماً قياسياً لعرض شراء لوحة في المزاد. بحسب تسريبات “أوراق بنما” فإن الرجل كان يقضي عطلته على متن يخت فاخر بقيمة 300 مليون دولار، بينما تردد مؤخرا أن ابنه، جاسم بن حمد بن جاسم آل ثاني، قدم عروضا متعددة لشراء نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي لكرة القدم. وأمضى حمد بن جاسم آل ثاني 30 عاما كوزير لخارجية قطر من 1992 إلى 2013 وكذلك ست سنوات بين عامي 2007 و2013 كرئيس للوزراء أيضا. وهذه الأدوار، جنبا إلى جنب مع ثروته الشخصية الهائلة، منحته منذ فترة طويلة التأثير والوصول لأقوى دوائر اتخاذ القرار في العالم. وخلال الثورة السورية، ورد أن مكتبه كان بمثابة مركز رئيسي لجمع التبرعات والدعم اللوجستي للمتمردين السوريين، حيث قام بتحويل مئات الملايين من المساعدات إلى سوريا. وقال محلل من الشرق الأوسط تحدث لـ”فايس نيوز” لكنه حجب اسمه: “حمد بن جاسم شبه متقاعد سياسيا منذ تولى الأمير الجديد السلطة في 2013 ويركز على استثماراته”. وذكّر بأن الرجل أمضى أكثر من 20 عاما كواحد من أهم الساسة والوسطاء في المنطقة “وعلاقاته مع اللاعبين الإقليميين وكذلك المسؤولين الرئيسيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا قوية”. أثارت هذه العلاقات جدلا في بعض الأحيان، حيث تم الكشف في جوان 2022 عن أن حمد بن جاسم آل ثاني قد منح ملك بريطانيا تشارلز الثالث عندما كان أميرا ما لا يقل عن 3 ملايين جنيه إسترليني على ثلاث دفعات في حقائب فاخرة. سخر تقرير فايس “كل هذه الثروة والوصول إلى أروقة السلطة لم يساعدانه على حماية جواهره من لص عبر الإنترنت”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!