رد وزير الخارجية التونسي نبيل عمار على الأرقام التي تظهر تفوق بلاده على ليبيا كأكبر منصة انطلاق للهجرة غير النظامية إلى أوروبا، مرجعا السبب إلى «الوضع السيئ في اقتصاديات دول منشأ المهاجرين (الأفارقة)».
وجاء تصريح رئيس الدبلوماسية التونسية ردا على سؤال عن شعور الحكومات الأوروبية بقلق عميق إزاء تدفقات الهجرة العالية جدا من تونس هذا العام، وذلك خلال مقابلة نشرت، مساء الخميس، مع جريدة «واشنطن بوست» الأميركية.
وفي إشارة لتحول بلده إلى منطقة عبور لهؤلاء المهاجرين المتدفقين من جنوب الصحراء الكبرى، قال عمار إن السبب يعود إلى «الوضع السيئ في اقتصاديات الدول منشأ المهاجرين»، معتبرا أن الحل على المدى المتوسط والطويل هو إصلاح المشاكل الحقيقية في دولهم؛ لأن وقفهم في البحر لن يكون كافيا، وأكد أنه دون «أمل أو عمل أو استقرار فسيعملون كل ما في وسعهم لترك بلادهم. وتونس في قلب هذا الطريق إلى أوروبا وليس بإمكان أي دولة مواجهة الظاهرة بمفردها».
عمار يرفض وصف تونس بـ«العنصرية»
ورفض ممثل الدبلوماسية وصف تونس بالبلد «العنصري» على خليفة شجب الرئيس قيس سعيد ما وصفه بـ«مؤامرة إجرامية» لتغيير التركيبة العرقية لتونس من خلال استبدال العرب بمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء.
وتؤكد بيانات حديثة لوزارة الداخلية الإيطالية، نقلتها وكالة «نوفا» للأنباء، الطفرة الكبيرة في أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين إلى إيطاليا عن طريق البحر في النصف الأول من العام الجاري، وكذلك تجاوز تونس لليبيا لتحتل صدارة الدول التي تغادر منها التدفقات إلى السواحل الإيطالية.
ووصل ما مجموعه 34761 شخصا إلى إيطاليا عبر مراكب غادرت السواحل التونسية من بداية العام حتى الرابع من يوليو، أي بمعدل حوالي 190 وافدا يوميا بزيادة قدرها 455% مقارنة بـ6371 وافدا في الفترة نفسها من العام الماضي.
وحسب «نوفا»، فإن عدد الوافدين من تونس منذ بداية العام تجاوز إجمالي عددهم المقدر بـ32101 عبر طريق الهجرة نفسه طوال العام الماضي. وفي الأسبوعين الماضيين، وصل ألفا شخص إلى إيطاليا من ليبيا، بينما وصل حوالي سبعة آلاف شخص من تونس.
ضبط أكثر من 31 ألف مهاجر في تونس
وأشارت «نوفا» كذلك إلى ضبط وحدات الحرس الوطني التونسي لـ31111 مهاجرا، من بينهم 29897 من جنسيات جنوب الصحراء، وإحباط 931 عملية هجرة غير نظامية خلال الأشهر الستة الأولى من 2023.
واحتل طريق الهجرة من ليبيا المركز الثاني بوصول 27859 مهاجرا غير نظامي إلى السواحل الإيطالية حتى الرابع من يوليو، بزيادة 76% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي شهدت توافد 15757 من السواحل الليبية.
كما غادر أكثر من نصف الوافدين من ليبيا خلال العام الجاري، حوالي 15300، المنطقة الشرقية، فيما ركب البحر حوالي 12400 مهاجر من سواحل طرابلس.
وأعلنت المنظمة العالمية للهجرة اعتراض قرابة 8496 مهاجرا في البحر في النصف الأول من السنة وإعادتهم إلى ليبيا، منهم 5644 رجلا و401 امرأة و186 طفلا و2265 شخصا لا تتوفر بيانات جنسهم.
ولقي 780 شخصا مصرعهم ولا يزال 944 في عداد المفقودين في محاولات الهجرة غير النظامية إلى السواحل الأوروبية عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط (الذي يشمل كلا من ليبيا وتونس)