ألقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار الثلاثاء 28 ماي 2024 محاضرة بالمركب الجامعي بمنوبة بعنوان « السياسة الخارجية التونسية تكريس السيادة الوطنية ومناصرة القضايا العادلة » بمناسبة الذكرى 68 لتأسيس وزارة الخارجية وذلك بحضور عدد هام من الطلبة و أستاذة من المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصرو شخصيات سياسية.
عمار قال “ان زيارة الدولة التي يؤديها بداية من اليوم الثلاثاء، رئيس الجمهورية قيس سعيد الى الصين ستكون مثمرة ونتائجها متميزة، مشيرا إلى امضاء جملة من الاتفاقيات خلال الزيارة. “
وتابع عمار: “نحن لا نغير شريكا بشريك اخر.. وما نقوم به مع الصين ليس على حساب شركاء اخرين ولدينا مصالح متبادلة.. ولا نقبل من اي طرف ان يملي علينا مع من نربط علاقاتنا ومصالحنا”.
وقال الوزير في تصريح للإذاعة الوطنية إن انتقاد السياسة الخارجية خاصة بالتعاون مع الخارج تضر بتونس ومصالحها، مضيفا أن الاستقواء بالأجنبي لا مبرر له خاصة في الوضع الذي تمر به البلاد.
وفي معرض حديثه عن بعض البلدان التي توصف بالقوية والتي تحدثت عن شؤون داخلية تونسية، قال عمار “اقوى فاش؟، الي عندو في تارخه سنين ظلام تتسمى قوة؟ سنين غطرسة تتسمى قوة؟ ثمة اشياء حقهم يحشمو منها”.
وتساءل عمار “لماذا لا تعمل البلدان التي تتحدث عن حقوق الانسان في تونس على تطبيق مبادئها الإنسانية على ما يحدث في غزة؟ وقال ان “ما يحدث في غزة ليس حربا بل هي وصمة عار”.
وتحدث عمار عن احدى الدول التي تحدثت عن الشؤون الداخلية التونسية قائلا “لديهم رئيس تو مسلسل في البلاد.. فهل قلنا لهم لماذا وتحدثنا عن حقوق الانسان لديهم؟ فنحن لدينا قانون يطبق على الجميع والجميع يجب ان يستجيب للقضاء”.
واعتبر وزير الخارجية ان بعض الاطراف الاجنبية تعمل مع بعض الاطراف التونسية متسائلا “لماذا تريدون العمل فقط مع عائلة او بعض العائلات.. اعملوا مع الشعب كاملا”.
واشار عمار الى ان بعض رؤساء حكومات كانوا يستقبلون سفراء بلدان دون حضور وزير الخارجية وبعضهم لديه جنسية تلك البلدان وفق تقديره.
وتابع عمار قائلا “لا تحدثني في الامور الداخلية لتونس.. ولا نريد دروسا من احد.. وابلغناهم بهذا الكلام وهم يسمعونه ويحترمونه.. لكن ما يقومون به في الداخل عن طريق جماعتهم هو شيء اخر”.
وعبر عمار عن رفضه تغيير المبادئ في السياسة الخارجية حسب المصالح الضيقة وفق تعبيره.
كما قال عمار ان “السياسة الخارجية التونسية لها ثوابت معروفة ومحترمة لانها ذكية ولها بعد نظر منذ زمن الاستقلال”، مشيرا الى ان “كل الاختيارات التي مضت فيها كانت دائما صائبة، الا انه بعد الثورة ثمة سنوات تغيرت فيها السياسة الخارجية بما مس من مصالح البلاد، لكن بعد انتخاب سعيد رئيسا استعادت السياسة الخارجية مسارها الصحيح”.