تونس
اخبار تونس
وسط بيئة “معادية” لما تقوم به السلطات في تونس سيشرع اليوم الاثنين مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي برئاسة
الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ، جوزيب بوريل ، في تبادل وجهات النظر حول العدوان
الروسي على أوكرانيا ، وبعد الاستماع الى خطاب مقتضب عبر الفيديو من قبل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
سيناقش المجلس بعد ذلك خطة عمل الاتحاد الأوروبي بشأن التداعيات الجيوسياسية للحرب في اوكرانيا ويعقد مناقشة حول
القضايا الرئيسية الحالية ، مع التركيز بشكل خاص على السودان وتونس ولبنان ومولدوفا والصين.
واستبق وزير خارجية لوكسمبورغ في الاتحاد الأوروبي جان أسيلبورن، اجتماع اليوم بالاعلان عن موقف متشدد تجاه تونس وهو
يؤكد أنّ البلاد تعيش على وقع منزلق يسير بها نحو الاستبداد، داعيا إلى التحرك لإنقاذ التحوّل الديموقراطي في البلاد.
ووفق تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، قال أسيلبورن: “لدينا رئيس يتجه نحو الديكتاتورية، إذا لم نحاول أي شيء، فإن الضغط
سيستمر”، مضيفا أن المحادثات جارية لمعرفة ما إذا كانت المفاوضات مع السلطات في تونس ممكنة.
وأشار أسيلبورن إلى أنّ الوضع في تونس”صعب للغاية”، مؤكدا أنّ الاتحاد الأوروبي “لا يمكنه صرف الأموال إلا إذا كان الشخص
الذي يتلقاها يحترم القواعد الأساسية للديمقراطية وحقوق الإنسان”، وذلك في إشارة إلى حملة الاعتقالات التي تنفذها السلطة في حق معارضين لمسار قيس سعيّد.
بدورها حذّرت أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا العضو القوي في الاتحاد الأوروبي من تراجع تونس عن أسسها الديمقراطية،
بعدما أوقفت السلطات زعيم المعارضة راشد الغنوشي الأسبوع الماضي .
وقالت بيربوك للصحافيين إنّ برلين تشعر “بأكبر قدر من القلق” حيال توقيف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، مضيفة: “يجب
عدم خسارة الإنجازات الديمقراطية التي تحقّقت في تونس منذ العام 2011″.
وخلال الأسبوع المنقضي طالب البرلمان الأوروبي السلطات في تونس بالإفراج الفوري عن الموقوفين السياسيين، ولا سيما زعيم
حركة النهضة الإسلامية والبرلمان المنحل راشد الغنوشي الذي أودع السجن فجر يوم الخميس.
وأعلن البرلمان الأوروبي في بيان أصدره اليوم، عن قلقه بشأن حملة التوقيفات التي تطال فاعلين سياسيين من مختلف الجماعات
السياسية المعارضة، وبشكل خاص رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وثلاثة قياديين من الحزب الذين أوقفوا منذ الإثنين الماضي.
ويحقق القضاء مع الغنوشي بشأن اتهامات بالتحريض على تبديل هيئة الدولة غداة تصريحات له حذر فيها من أن “إقصاء الإسلام
السياسي أو اليسار أو أي مكون سياسي آخر هو مشروع حرب أهلية”.
وقال البرلمان الأوروبي إن إصدار وزير الداخلية لقرارات بحظر اجتماعات حركة النهضة وجبهة الخلاص الوطني على التراب التونسي
يعد انتهاكا خطيرا للحقوق والحريات الديمقراطية في البلاد.
و وصفت صحيفة الغارديان البريطانية، اعتقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بأنه تعبير عن “حالة قاتمة” تعيشها تونس، مشيرة
إلى أن سياسات الرئيس قيس سعيد تأخذ البلاد نحو مصير مجهول.
وكشفت الصحيفة أن الدول الغربية بدأت تقوي لهجتها ضد نظام الرئيس قيس سعيد، وقالت: “أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا”،
موضحة أن الغرب يجب أن يضغط على النظام التونسي لكي يتراجع عن عقلية الصدام، ويحترم حقوق الإنسان.