التقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، الإثنين، دبلوماسيين عربا قدموا تباعا دعما للشعب السوري، وناقش معهم الجهود المركزة في الفترة المقبلة.
وانتهى حكم الأسد فجر الثامن من ديسمبر مع دخول فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام بزعامة الشرع إلى دمشق.
وفرّ الرئيس السابق الذي حكم سوريا بقبضة حديد لمدة 24 عاما إلى روسيا إيذانا بنهاية أكثر من 50 عاما من حكم عائلة الأسد.
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عقب لقائه الشرع، استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، على ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الأردني في أول زيارة لمسؤول أردني كبير إلى سوريا منذ إطاحة الأسد.
ونقلت قناة “المملكة” الرسمية عن الصفدي تأكيده “استعداد الأردن لتقديم كافة أشكال الدعم لسوريا”، مشيرا إلى أن “التجارة والحدود والمساعدات والربط الكهربائي (بين البلدين) من بين الملفات التي طرحت في المباحثات، إضافة إلى مناقشة الجانب الأمني”، وتابع: “نحن متوافقون على دعم الشعب السوري في إعادة بناء دولته، والدول العربية متفقة على دعم سوريا في هذه المرحلة دون أي تدخل خارجي”، وأضاف: “ندعم العملية الانتقالية في سوريا وصياغة دستور جديد للبلاد”.
– مباحثات مع قطر والسعودية –
ووصل إلى دمشق الإثنين وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمّد الخليفي على رأس وفد دبلوماسي لإجراء مباحثات مع مسؤولين سوريين، وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري بعد 13 عاما من القطيعة الدبلوماسية.
ونشر الأنصاري على “إكس”: “وصل الخليفي إلى دمشق (…) على متن أول طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية تهبط في مطار سوري منذ سقوط نظام بشار الأسد”، مضيفا أن “الوفد سيجري لقاءات مع مسؤولين سوريين تجسيداً لموقف قطر الثابت في تقديم كل الدعم للشعب السوري”.
وأشار المتحدث إلى أن هذه اللقاءات تجسد موقف بلاده “الثابت في تقديم كل الدعم للأشقاء في سوريا”.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية القطرية: “تعد هذه الزيارة تأكيدا جديدا على متانة العلاقات الأخوية الوثيقة بين دولة قطر والجمهورية العربية السورية الشقيقة، وحرص قطر التام (…) من أجل النهوض بسوريا والمحافظة على سيادتها”.
وقال مسؤول قطري لوكالة فرانس برس إن “فريقا فنيا للطيران” رافق الوفد من أجل “تقييم جاهزية مطار دمشق الدولي لاستئناف الرحلات” بين البلدين.
وأضاف المسؤول أن “قطر عرضت تقديم الدعم الفني لاستئناف الرحلات التجارية والشحن، فضلا عن صيانة المطار خلال المرحلة الانتقالية”.
وكان وفد حكومي سعودي التقى الشرع الأحد في أول تواصل بين الإدارة الجديدة والسعودية بعد سقوط الأسد.
وقال مصدر مقرب من الحكومة السعودية فضل عدم كشف هويته لأنه غير مخول التحدث إلى الإعلام إنّ “وفدا حكوميا رفيعا التقى أحمد الشرع في دمشق الأحد”.
وأشار المصدر إلى أن المحادثات “ركزت على الوضع في سوريا والقضاء على الكبتاغون وغيرها من موضوعات”، وأضاف أنّ “المخاوف الرئيسية الآن هي أن تفعل (الإدارة الجديدة) ما تقول”، في إشارة خصوصا إلى وعود الشرع بشأن حل الفصائل المسلحة وعدم تشكيل سوريا تهديدا لجيرانها.
مشاورات جانبية
وفي الأثناء أجرى وزير الدولة، وزير الخارجية أحمد عطاف، صبيحة اليوم الإثنين، مكالمتين هاتفيتين مع كل من نظيره التونسي محمد علي النفطي، وكذا المصري بدر عبد العاطي.
وحسب بيان للخارجية، الجزائرية أجرى عطاف، مكالمة هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بالجمهورية التونسية، محمد علي النفطي.
وسمح الاتصال باستعراض الجهود المشتركة الرامية إلى إضفاء المزيد من الزخم والحركية على علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين، بما يتماشى مع التوجيهات السامية للرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد.
كما تبادل الوزيران الرؤى والتحاليل بخصوص عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. يضيف ذات البيان.
من جهة أخرى، تلقى الوزير مكالمة هاتفية من وزير الخارجية والهجرة بجمهورية مصر، بدر عبد العاطي، خصصت لبحث السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية في سياق تنفيذ نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى مصر شهر أكتوبر الماضي.
كما ناقش الوزيران مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في سوريا الشقيقة.