كل من في الصورة أعضاء في الكونجرس الأمريكي أعلنوا رفضهم لتدخل AIPAC – أكبر منظمة لوبي صهيوني- في السياسة الأمريكية، ورفضوا تمويلها لهم. أول تحالف أمريكي ضد AIPAC في تاريخ القضية يرى النور .
فقد أفادت صحيفة “هآرتس” في مارس الماضي أن تحالفا عريضا يضم أكثر من 20 منظمة عربية وإسلامية، وحتى يهودية، بدأ يتشكل لمواجهة مجموعات الضغط الموالية لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، ومكافحة “مشروع الديمقراطية المتحدة” التابع لمنظمة مؤيدة لإسرائيل، وجهودها لتعزيز الدعم لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس .
وأوضحت الصحيفة في تقرير أن التحالف الجديد ينوي إطلاق أولى حملاته ضد “الأموال المظلمة” التي تحصل عليها جماعة الضغط السياسي الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، المسماة لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك).
و”الأموال المظلمة” مصطلح يشير إلى الأموال التي تتلقاها المنظمات غير الربحية من المانحين وتنفقها بدورها للتأثير في الانتخابات، ولا يُطلب منها الإفصاح عن الجهات المانحة.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن التحالف الذي يطلق على نفسه اسم “رفض أيباك”، يخطط للتصدي لمجموعة الضغط اليهودية هذه، وللجنة العمل السياسي الكبرى التابعة لها، وذلك من خلال إستراتيجيات انتخابية وسياسية ورقمية وتنظيمية.
المنظمات المنضوية تحت التحالف
وقال التحالف -أيضا- إنه لن يسمح للجنة العمل السياسي الكبرى “بتقويض ديمقراطيتنا”، وهي التي حصلت على تمويل من مانحين كبار دعموا المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته نيكي هايلي، على حد تعبير البيان.
ومن المنظمات المنضوية في التحالف، اللجنة التقدمية للعمل السياسي المعروفة باسم “ديمقراطيو العدالة”؛ وحركة الشروق، والاشتراكيون الديمقراطيون الأميركيون؛ وحركة “ثورتنا” بقيادة عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، بالإضافة إلى المنظمات اليهودية التقدمية؛ مثل: الصوت اليهودي للعمل من أجل السلام، واليهود من أجل العدالة العنصرية والاقتصادية، وحركة (IfNotNow)، وتعني “إن لم يكن الآن”.
وأيباك هي منظمة أميركية يهودية، تعد أقوى جماعات الضغط (لوبي) في الولايات المتحدة، وأكثرها تأثيرا على الكونغرس الأميركي، تهدف إلى ضمان دعم أميركي متواصل لإسرائيل.
التأسيس
تأسست اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة (أيباك) عام 1953 بمبادرة من يشعيا كينن، وهو عضو سابق في اللجنة الصهيونية الأميركية للشؤون العامة، التي أنشئت عام 1951 في عهد الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور لكن تم تغيير اسمها لاحقا، وهي مسجلة رسميا بموجب القوانين الأميركية كجماعة ضغط (لوبي) للقيام بمهمة الدعاية لدعم إسرائيل باسم الطائفة اليهودية الأميركية.
التوجه الأيديولوجي
تقوم منظمة أيباك على الولاء لإسرائيل وتأييدها ودعم طابعها اليهودي، وتركز على تقوية العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتعميق التحالف بينهما في عدة مجالات إستراتيجية، ومنع أي تحالف أو تقارب أميركي مع البلدان العربية في حالة وجود ضرر منه على إسرائيل.
وتعمل على ممارسة ضغوط على الإدارة والمؤسسات الأميركية لتوفير الدعم المالي لإسرائيل، إضافة إلى تأثيرها على الكونغرس وعموم المنافسات الانتخابية الأميركية في ما يخص علاقات واشنطن وتل أبيب، وتكثف ضغوطها على الدول والمجموعات المعادية لإسرائيل، وتقوم بإعداد قيادات أميركية جديدة في كافة المجالات لدعم إسرائيل.
هيكلتها
تتشكل اللجنة التنفيذية لأيباك من جميع الطوائف اليهودية الرئيسية (49 في الولايات المتحدة)، ولها جهاز دائم للعمل، وتضم أيضا في عضويتها -إضافة إلى يهود- أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتبلغ ميزانيتها السنوية أكثر من 67 مليون دولار، ولها 18 مكتبا موزعا بالولايات المتحدة.
عدد أعضاء أيباك المؤيدين يصل إلى أكثر من مئة ألف شخص في أميركا، إضافة إلى آلاف المتطوعين، كما تضم طواقم من المفكرين والباحثين، بعضهم خبراء في السياسة الأميركية الداخلية، وتقوم بتقديم تقارير مالية فصلية كل ثلاثة أشهر إلى وزير الخارجية ورئيس مجلس النواب.