في هذا العام 2025، يحتفل لواء القوات الخاصة بالجيش التونسي بالذكرى الستين لتأسيسه. رمز النخبة العسكرية للبلاد، وبهذه المناسبة خصص الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية ” مينا ديفنس ” تقريرا حول هذا الحدث
تحتل هذه الوحدة مكانة مركزية في استراتيجية الدفاع الوطني بفضل قدرتها الرائعة على التكيف وخبرتها العملياتية المعترف بها. وريثة التقليد العسكري الراسخ في العصور القديمة، فهي تديم روح التميز لفيلق قرطاج المقدس مع الاعتماد على المعايير الحديثة لقوات العمليات الخاصة.
تم إنشاء وحدة النخبة هذه عام 1965 تحت اسم فوج القوات الخاصة، استجابةً للحاجة المتزايدة: تزويد الجيش التونسي بقوة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية الأكثر تعقيدًا. واستلهامًا لأفضل الممارسات الدولية، سرعان ما أثبتت نفسها كلاعب رئيسي قادر على تنفيذ مهام متخصصة للغاية. منذ بداياتها، ميزت نفسها من خلال التدريب الصارم واستخدام المعدات الحديثة، وبالتالي وضعت أسس تطورها.
على مر العقود، تطور لواء القوات الخاصة ليتكيف مع السياق الأمني المتغير باستمرار. لقد تطلب صعود الحركات الإرهابية والتهديدات غير المتكافئة والمخاطر الناشئة إصلاحات هيكلية عميقة. يعكس الانتقال من وضع الفوج إلى وضع اللواء هذه الرغبة في توسيع قدراته وتحسين فعاليته. ورافق هذا التحول تعزيز الدورات التدريبية، مما أتاح لجنود اللواء تمييز أنفسهم من خلال إتقانهم لأحدث التقنيات، سواء الاستطلاعية أو القتالية أو التسلل.
وفي الوقت نفسه، مكّن اقتناء المعدات المتطورة اللواء من الحفاظ على تفوقه العملياتي. تم تصميم كل قطعة من المعدات لتلبية متطلبات المهمة الحديثة. وقد أدى هذا التحديث المستمر إلى تعزيز قدرتها على التدخل بسرعة وبدقة هائلة.
يضم اللواء العديد من الوحدات والاختصاصات والتي يمكن تصنيفها إلى عنصرين رئيسيين: قوات العمليات الخاصة وكوماندوز المظليين. الأول، خبراء في المهام السرية والاستراتيجية، يركزون على العمل المباشر والاستطلاع الخاص. والأخيرون، من جانبهم، متخصصون في الهجمات الجوية والتدخل السريع. يسمح هذا التكامل للواء بالتكيف مع مجموعة واسعة من المواقف، والجمع بين سرعة التدخل والكفاءة التكتيكية.
وتعتبر كتيبة القوات الخاصة اليوم أحد ركائز الدفاع الوطني التونسي. وكانت تدخلاتها، وخاصة في المناطق الجبلية، حاسمة في الحرب ضد الإرهاب. ومن خلال إحباط الهجمات وتحييد الخلايا الإرهابية وتأمين المناطق الاستراتيجية، لعبت دوراً رئيسياً في استقرار البلاد. لكن نفوذها يتجاوز الحدود التونسية: فمن خلال مشاركتها المنتظمة في المبادلات الثنائية والمتعددة الأطراف، تعمل على تعزيز التعاون العسكري مع شركائها الأجانب والمساهمة في السلام والأمن الدوليين.
وبينما يحتفل لواء القوات الخاصة بالذكرى الستين لتأسيسه، فإنه يظل نموذجًا للمرونة والقدرة على التكيف. إنه يوضح أن دولة صغيرة الحجم يمكنها مواجهة التحديات الأمنية الحديثة من خلال استراتيجية مدروسة وتدريب صارم وإدارة ذكية للموارد.
وفي عالم حيث تتطور التهديدات بسرعة، تقدم قوات مثل هذا اللواء درساً قيماً: فالأمن لا يعتمد على القوة الخام فحسب، بل وأيضاً على الاستخبارات العملياتية والقدرة على التكيف. وإذا ظلت تونس مستقرة نسبيًا اليوم وسط بيئة غير مستقرة، فإن كتيبة القوات الخاصة هي أحد اللاعبين الأساسيين.