من المقرر أن يشارك رئيس الحكومة أحمد الحشاني بمعية وزيرة المالية ووزير الخارجية في الاجتماع السنوي الرابع والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) في دافوس، سويسرا، والذي سحمل هذا العام شعار “إعادة بناء الثقة”. ويهدف هذا الحدث المرموق، الذي يجمع القادة والمؤثرين من مختلف القطاعات في جميع أنحاء العالم، إلى معالجة بعض التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً واستكشاف سبل استعادة الثقة في المجالات الرئيسية.
ولأول مرة سيغيب عن المنتدى محافظ البنك المركزي مروان العباسي .
الثقة في الذكاء الاصطناعي: مناقشة نقدية
أحد المواضيع الرئيسية في دافوس 2024 هو دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبلنا. ويُنظر إلى الأسس الصحيحة للذكاء الاصطناعي على أنها ذات أهمية قصوى لتحديد مساره المستقبلي. لقد برزت الثقة في الذكاء الاصطناعي باعتبارها جانبًا حاسمًا في هذه المناقشة. سينخرط المشاركون من خلفيات متنوعة في محادثات متعمقة حول الاعتبارات الأخلاقية المحيطة بالذكاء الاصطناعي، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الآمنة، والحوكمة اللازمة لضمان أن الذكاء الاصطناعي يخدم المصالح الفضلى للبشرية.
ومن المتوقع أن تجمع المناقشات الخبراء وقادة الفكر في مجال الذكاء الاصطناعي لرسم مسار لتطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بشكل مسؤول. ويعكس هذا الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب المجتمع، من الرعاية الصحية إلى التمويل، ويؤكد الحاجة إلى التعاون العالمي في وضع المعايير الأخلاقية وأفضل الممارسات للذكاء الاصطناعي.
إعادة بناء الثقة عبر القطاعات
وبعيدًا عن الذكاء الاصطناعي، يمتد الموضوع الرئيسي المتمثل في “إعادة بناء الثقة” إلى مختلف القطاعات التي واجهت تحديات وشكوكًا في الآونة الأخيرة. كان المجتمع العالمي يبحر عبر مياه مضطربة، من جائحة كوفيد-19 إلى الشكوك الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية. يوفر دافوس 2024 منصة للقادة لمعالجة هذه القضايا بشكل مباشر ومناقشة استراتيجيات إعادة بناء الثقة.
وسوف يشارك القادة الاقتصاديون وصناع السياسات وأقطاب الأعمال في حوار حول تعزيز الاستقرار الاقتصادي والتجارة والاستثمارات. وفي عالم لا يزال يتصارع مع آثار الجائحة العالمية، تحمل هذه المناقشات أهمية كبيرة لرسم مسار نحو التعافي.
علاوة على ذلك، سيوفر الحدث رؤى حول أجندة الاستدامة. وسيكون تغير المناخ، والحفاظ على البيئة، والانتقال إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا، في مقدمة المناقشات. وسوف يستكشف زعماء العالم كيفية إعادة بناء الثقة في مواجهة التحديات البيئية، مع التأكيد على الحاجة إلى العمل الجماعي والابتكار.
يشتهر المنتدى الاقتصادي العالمي بقدرته على الجمع بين مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة. ويواصل دافوس 2024 هذا التقليد، حيث يجتمع قادة الأعمال والسياسة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية لتبادل وجهات نظرهم وخبراتهم.
ستكون الشمولية والحوار موضوعين رئيسيين طوال الحدث. إنها ليست مجرد منصة لعرض الإنجازات ولكنها أيضًا مساحة للاعتراف بالاختلافات وإيجاد أرضية مشتركة. ويمتد هذا الشمول إلى القادة الشباب ورجال الأعمال والناشطين الاجتماعيين، مما يضمن مساهمة مجموعة واسعة من الأصوات في المحادثات التي ستشكل مستقبلنا.
يَعِد الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في عام 2024 بأن يكون حدثا محوريا يركز على “إعادة بناء الثقة” في عالم سريع التغير. وستهيمن على جدول الأعمال المناقشات حول الثقة في الذكاء الاصطناعي، وإعادة بناء الثقة في قطاعات مثل الاقتصاد والبيئة، والحوارات الشاملة بين مختلف أصحاب المصلحة.
في الوقت الذي يواجه فيه المجتمع العالمي تحديات متعددة الأوجه، أصبحت أهمية التعاون والاعتبارات الأخلاقية والممارسات المستدامة أكبر من أي وقت مضى. ومن المتوقع أن يكون لنتائج مناقشات دافوس 2024 تأثير بعيد المدى على تشكيل مستقبل أكثر ثقة واستدامة للجميع.
وفي الأسابيع المقبلة، سوف يجتمع زعماء من مختلف أنحاء العالم في دافوس للمشاركة في هذه المحادثات الحاسمة. وسوف يراقب العالم، ويتوقع حلولاً ملموسة، ويأمل في عالم أكثر استقراراً وإنصافاً وجديرة بالثقة نتيجة لمداولاتهم.