بداية من اليوم 1 جوان 2024 سيصبح لدى الباحثين عن عمل فرصة ذهبية للسفر والإقامة في ألمانيا لمدة عام كامل للبحث عن وظيفة.
«بطاقة الفرصة» هي إجراء جديد اتخذته برلين لتعزيز قدرتها على الوصول للعمالة الماهرة، وهي بمثابة تصريح عمل مؤقت يتيح للمؤهلين من جميع أنحاء العالم القدوم إلى ألمانيا بحثاً عن فرصة عمل مناسبة، وهي متاحة لجميع الجنسيات بما في ذلك التونسيين باستثناء مواطني الاتحاد الأوروبي.
وتم اقتراح تلك البطاقة للمرة الأولى في عام 2022 كوسيلة لسد نقص الكوادر الشابة لدى أكبر اقتصادات أوروبا، قبل أن يبدأ تفعيلها رسمياً في 1 جوان 2024.
وتحتاج ألمانيا إلى ما يقرب من 400 ألف موظف من ذوي الكفاءات المختلفة سنوياً لسد هذا النقص، خاصة في مجالات الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية.
تأشيرة مؤقتة
تُعد «بطاقة الفرصة» بمثابة تأشيرة أو تصريح عمل مؤقت يتيح لحامليها الإقامة في الدولة لنحو عام. وخلال تلك الفترة، يمكن للمستفيدين العمل في وظائف بدوام جزئي لا يتجاوز 20 ساعة أسبوعياً أو تجربة وظائف مناسبة لمدة أسبوعين.
والهدف من ذلك هو تمكين حاملي البطاقة من العثور على فرصة العمل المناسبة، وفي الوقت ذاته مساعدة الشركات على إيجاد الموظفين الأجانب المطلوبين لسد الوظائف الشاغرة.
وإذا رغب حامل البطاقة في الحصول على وظيفة بدوام كامل، فيمكنه التقدم بطلب للحصول على إقامة أطول، التي ستكون إجراءاتها أسهل كثيراً نظراً لأن لديه عرض عمل بالفعل.
وللتقدم لهذه البطاقة، يجب على المتقدمين إتمام عامين على الأقل من التدريب المهني أو الحصول على مؤهل عالٍ من إحدى الجامعات المعترف بها في بلده الأصلي، على أن يكون المؤهل ذا صلة بطبيعة الوظيفة التي يتم التقدم إليها.
كما يجب على المتقدمين إتقان إحدى اللغتين الألمانية أو الإنجليزية، بالإضافة لتقديم ما يثبت القدرة على تحمل تكاليف الإقامة لمدة عام في ألمانيا والتي تقدر بنحو 12 ألف يورو.
قوانين الجنسية
ويأتي هذا الإجراء في إطار خطة أشمل لتيسير قوانين الهجرة والحصول على الجنسية في ألمانيا، إذ تستعد البلاد لتفعيل قانون يتضمن تسهيل اشتراطات التجنيس والجنسية المزدوجة بنهاية الشهر الجاري.
وفي عام 2023، شهدت ألمانيا أكبر زيادة في عدد الحاصلين على الجنسية الألمانية منذ بداية القرن، بعد أن منحت الجنسية لأكثر من 200 ألف شخص من 157 دولة حول العالم. وجاءت النسبة الأكبر (نحو 56 في المئة) من سوريا وتركيا والعراق ورومانيا وأفغانستان.
وشكّل السوريون أكثر من ثلث هذه النسبة (38 في المئة)، معظمهم من الرجال بمتوسط أعمار 24.5 عام، وتراوحت مدة إقامتهم السابقة على التجنيس حول 6.8 سنة. بل وتم انتخاب أحدهم في منصب عمدة إحدى القرى في عام 2023، وفقاً لوكالات الأنباء الألمانية الرسمية.
وعزت الحكومة ذلك إلى الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين السوريين الذين توافدوا إلى ألمانيا بين عامي 2014 و2016، ما أتاح لهم إتمام فترة الإقامة المطلوبة قبل التقدم بطلبات الحصول على الجنسية