كان استخدام الحليب الطبيعي في صناعة الجبنة لسنوات طويلة معيارًا للجودة والمذاق. ومع ذلك، تزايدت تكلفة المواد الأولية التقليدية، مما دفع العديد من الشركات إلى البحث عن بدائل أرخص. في هذا السياق، بدأت الشركات الكبرى بالتحول إلى استخدام الزيوت النباتية المهدرجة، التي توفر نفس الملمس والمذاق بفضل تقنيات التصنيع المتقدمة.
تقول دراسة نُشرت في صحيفة علوم الغذاء الأمريكية إن الزيوت النباتية المهدرجة، رغم قدرتها على تقديم خصائص مشابهة للألبان الطبيعية، ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بسبب محتواها العالي من الدهون المتحولة.
نتيجة لهذا التحول، أصبحت السوق التونسية مليئة بالمنتجات التي تعتمد على الزيوت النباتية بدلاً من الألبان الطبيعية. هذه المنتجات تجذب المستهلكين بسبب أسعارها المنخفضة، لكنها تخفي وراء ذلك مخاطر صحية جدية. فالزيوت النباتية المهدرجة تحتوي على الدهون المتحولة التي تُعرف بارتباطها المباشر بزيادة مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ففي تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، تم التأكيد على أن الدهون المتحولة الصناعية تساهم بشكل كبير في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، وتشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، مما يستدعي فرض حظر عالمي على استخدامها في صناعة الأغذية.
وفي وقت سابق دعا المعهد الوطني للاستهلاك، التونسيين إلى التثبت وحسن قراءة التأشير الوارد على المنتجات الغذائية المروجة في السوق التونسية، ولا سيما تلك التي لها تركيبة مشابهة للجبن.
وذكر المعهد أن هذا المنتج الذي يطلق عليه الصناعيون الجبن الصناعي ليس ممنوعا في أوروبا، غير انه يتوجب توفر شروط محددة للتأشير والتقديم مع هذا المنتج الذي يعد استنباطا تكنولوجيا.
وشدد المعهد على أنه من الضروري أن يذكر التأشير ان هذا المنتج “مستحضر غذائي” مع ضبط مكوناته بشكل واضح.
وأشار الى ان العبوة التي تحتوي المنتوج و شكله يجب ان يكونا مختلفين عن الاجبان الحقيقية و بينهما مسافة لا تقل عن 3 أمتار حتى لا يقع المستهلك في الخطأ .
وأضاف بأنه يمكن للجبن الصناعي ان يحتوي بروتينات الالبان (املاحه)، لكنه يضم، ايضا، مواد دهنية ذات اصل نباتي (مثل زيت النخيل) والنشاء واضافات (مكثفات وعوامل التبلور…).
وقال المعهد أن القيمة الغذائية لهذا المنتج غير ناجحة لأنّ كمية الكالسيوم او البروتينات ليست مضمونة علاوة على زيادة الاضافات الكيميائية”.