يصر رئيس الجمهورية على تطهير الإدارة من كل من تسلل إليها خلال العقد الماضي حتى أن خلال أول اجتماع له برئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني يوم 3 أوت عاد الى طرح هذا الملف من جديد وحسب بلاغ لرئاسة الجمهورية فقد “تناول اللقاء سير العمل الحكومي وخاصة ضرورة المضي قدما في تطهير الإدارة ممن تسللوا إليها وتحولوا إلى عقبة أمام إنجاز أي مشروع اقتصادي أو اجتماعي أو غيره في حين أن عديد المشاريع جاهزة والأموال المرصودة لها متوفرة ولا تنقص سوى الإرادة الصادقة لتحقيقها.
وأشار رئيس الجمهورية، في هذا الإطار، إلى أن الإدارة تعج بكفاءات عالية ولكن تم استبعاد الكثيرين من الذين رفضوا أن يكونوا إلا في خدمة الوطن والدولة.”
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل عاد من جديد خلال لقائه الثاني بالحشاني يوم 7 أوت الجاري ليؤكد رئيس الجمهورية، في هذا اللقاء، على ضرورة إعداد مشروع أمر يتعلق بتطهير الإدارة من الذين تسللوا إليها بغير وجه حق منذ أكثر من عقد من الزمن وتحولوا إلى عقبات تعيق سير عمل الدولة.
ولكن من هي الفئة المعنية بهذا ” التطهير ” موقع بيزنس نيوز كشفت اليوم عن الرقم المستهدف بهذا التطهير لتقول ” هناك حوالي 250 ألف موظف حكومي معرضون لخطر الوقوع تحت الفأس الرئاسي ، أو ثلث القوة العاملة.”
يقول موقع بيزنس نيوزفي تقرير مطول حول هذا الموضوع ان “الإدارة التونسية مليئة بالمهارات ، وهذا لا يمكن إنكاره ، فبفضلهم ما زالت البلاد صامدة . لكنها أيضًا مليئة بالعجز وبسببهم لم يعد البلد قادرا على الصمود.”
هؤلاء غير الأكفاء ، نراهم في كل مكان تقريبًا في جميع الإدارات التونسية. عندما لا يكونون في المنزل أو في السوق ، يقضون أيامهم خلف مكتب ، تحت مكيف الهواء (أو المدفأة) يراقبون هواتفهم المحمولة. لا نعرف أي إنتاج جدير بهذا الاسم ومن الواضح أنهم لا يستحقون رواتبهم. إنهم ينزفون الميزانية ويثبطون عزيمة زملائهم ويعيقون جهاز الدولة بأكمله.”
ولتحديد هذا الرقم عاد الموقع الى أرقام معهد الاحصاء “نقدر أن عدد الأشخاص المعينين خلال هذه الفترة بنحو 250 ألف موظف ، وهو رقم نستخلصه من أرقام المعهد الوطني للإحصاء (INS) الذي يمثل الفرق بين عدد الموظفين في عام 2010 وعام 2021 “
الموقع يحذر الحشاني من ردة فعل هؤلاء المستهدفين باتسريح وعددهم ليس بالهين ” قبل عرض مرسومه على رئيس الجمهورية ، لا يجب على أحمد حشاني أن يفكر فقط في مزايا مثل هذا القرار ، بل يجب أن يفكر أيضًا في نتائجه. إذا كانت دراماتيكية فسيتم تقديمه ككبش فداء أمام الموظفين المفصولين”