أكد الناطق الرسمي باسم محاكم القصرين رياض النويوي، ، إذن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين بالاحتفاظ بالناشط السياسي الصافي سعيد ومرافق له من اجل اجتياز الحدود خلسة في اتجاه بلد مجاور، صباح اليوم الثلاثاء 20 أوت 2024 وتم ايقافه من قبل الوحدات الجزائرية ليحال على اثرها الى الجهات الأمنية بتبسة التي قامت بتسليمه الى السلطات التونسية في نفس اليوم خلافا لعمليات أخرى سابقة .
فمصير سيف الدين مخلوف النائب السابق في البرلمان المنحل مازال غامضا الى حد اليوم رغم مرور أكثر من شهر على القاء القبض عليه في مطار عنابة وهو يهم للتحول الى تركيا فقطر .
ففي مطلع جويلية الماضي قام أعوان الأمن بمطار عنابة الدولي، بايقاف مخلوف وإحالته على قاضي التحقيق بإحدى المحاكم الجزائرية، حيث وجّهت إليه تهم تتعلّق باجتياز الحدود خلسة وحيازة وثائق سفر مزورة نظرا لعدم وجود ختم دخول للتراب الجزائري على جواز سفره.
يذكر أنّ محكمة التعقيب بتونس، كانت رفضت طعنا تقدّم به مخلوف ضدّ حكم استئنافي عسكري قضى بسجنه مدّة سبعة أشهر فيما يعرف بقضية “حادثة اقتحام المطار”.
ومصير الأخوين نبيل القروي وغازي القروي كان مختلفا عن سيف الدين مخلوف والصافي سعيد اذ بعد اجتيازهما للحود الجزائرية خلسة والقاء القبض عليهما وبعد مدة وجيزة من الايقاف تمكنا من مغادرة التراب الجزائري في اتجاه أوروبا .
وحسب تقرير لمجلة جون أفريك فان محكمة قسنطينة بالجزائر أمرت يوم 26 أكتوبر 2021 بإطلاق سراحهما في قضية اجتياز الحدود خلسة مع الإبقاء عليهما على ذمة القضاء لكن بعد هذا الحكم مباشرة استقل الشقيقان طائرة خاصة لرجل أعمال جزائري وانتقلا إلى اسبانيا ثم الى فرنسا، مشيرة إلى أن هذا الانتقال كان قانونيا حيث التقيا بأصدقاء وأعضاء من حزب قلب تونس على غرار أسامة الخليفي.
كما رجحت الصحيفة إمكانية اختيار القروي وجهة أوروبية أخرى تفاديا لتسليمهما إلى القضاء التونسي الذي يلاحقهما في قضية تهرب ضريبي وغسيل الأموال.ولا يعرف ما اذا كانت السلطات التونسية قد طالبت السلطات الجزائرية بتسليمهما اليها .
أما الأسوأ حظا فكان مدير المخابرات السابق لزهر لونقو الذي حاول بدوره اجتياز الحدود التونسية في اتجاه الجزائر لكن سلطات هذه الاخيرة كانت له بالمرصاد .
ففي يوم 21 جويلية 2022 أفاد مصدر من وزارة الداخلية التونسية لفرانس 24 بأنه تم توقيف مدير المخابرات السابق لزهر لونڨو من قبل الأمن الجزائري أثناء محاولة اجتيازه الحدود التونسية الجزائرية.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ان السلطات الأمنية الجزائرية سلمت لزهر لونڨو الى السلطات التونسية
وشغل لزهر لونقو خطة مدير عام سابق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية، هو قيد الاقامة الجبرية منذ 25 جويلية المنقضي الى جانب احالته على التقاعد الوجوبي.
وخلف ايقاف لونقو عدة تعاليق حول طريقة الايقاع به بتلك السهولة وهو الذي شغل مديرا للمخابرات .
وبالعودة الى الوراء نجد ان وزيرين أولين زمن حكم الحبيب بورقيبة تمكنا من الفرار الى الجزائر ثم تحولا الى أوروبا .
ففي سنة 1964 و خلال « مؤتمر المصير » للحزب الدستوري الحر اقترح الوزير الأول أحمد بن صالح على الرئيس الحبيب بورقيبة تبني الاشتراكية كمنوال تنموي و اقتصادي في تونس ، إلا أن تجربة التعاضد فشلت و أدت إلى مقاضاته و سجنه … سنة 1972 تمكن احمد بن صالح من الهروب من السجن وتوجه إلى الجزائر في مرحلة أولى ثم إلى أوروبا وتحديدا سويسرا .
عاد رئيس وزراء تونس السابق محمد مزالي الى تونس يوم 7 أوت 2002 قادما من فرنسا التي كان يقيم فيها كلاجئ سياسي منذ خروجه متنكرا من تونس في اواخر عام 1986 نحو الجزائر قبل أن يلتحق بأوروبا اثر عزله من منصبه كرئيس للوزراء من قبل الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وتردد انباء عن تقديمه للمحاكمة.
واصدرت احدى المحاكم التونسية إثر هروب مزالي الى الخارج حكما غيابيا عليه بالسجن لمدة 15 عاما وغرامة مالية قيمتها ما يقارب 500 ألف دولار.