تستعد مجموعة البريكس لتوسع كبير حيث تقدمت سبع دول جديدة رسميًا بطلب للانضمام إلى التحالف قبل قمة 2024. وتشهد هذه الديناميكية، التي تمثل نقطة تحول مهمة في الجغرافيا السياسية العالمية، على الجاذبية المتزايدة لهذه الكتلة وطموحاتها لإعادة تشكيل المجموعة لنظام الاقتصادي العالمي. ومن خلال دمج دول جديدة، تستطيع البريكس إعادة تعريف العلاقات الدولية والاقتصادية، وفرض التحديات والفرص على اللاعبين الدوليين.
ورغم أن تونس تحت رئاسة قيس سعيد من الدعاة المتحمسين لاعادة تعريف وتنظيم العلاقات الدولية لتكون أكثر عدلا وانسانية الا أنها مازلت مترددة في دخول هذا النادي ولم تكن من ضمن المجموعة الجديدة التي تقدمت بمطالب للانضمام لبريكس .
وكان وزير الخارجية نبيل عمار أعلن يوم 21 ديسمبر الماضي بأن تونس لم تقدم طلبا رسميا للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، لكن مثل هذا الاحتمال ليس مستبعدا.
وقال وزير الخارجية في حديث لوكالة “سبوتنيك الروسية ” تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الروسي إلي تونس: “لا، لم تكن هناك مفاوضات رسمية. لكننا لا نستبعد ذلك، وكل شيء ممكن”.
سبعة مطالب عضوية جديدة
ستشكل قمة البريكس، المقرر عقدها في أكتوبر 2024، علامة فارقة حاسمة مع الانضمام الرسمي لأربعة أعضاء جدد: الإمارات العربية المتحدة ومصر وإيران وإثيوبيا. وهذا التوسع، الذي أُعلن عنه في القمة الأخيرة، سيرفع عدد أعضاء التحالف إلى تسعة. وبحسب المعلومات المتوفرة فإن هذا الاجتماع سيعقد في منطقة كازان الروسية برئاسة فلاديمير بوتين.
ومنذ بداية عام 2024، أعربت سبع دول أخرى عن عزمها الانضمام إلى البريكس قبل القمة المقبلة. وهذه هي الكاميرون وباكستان وسريلانكا وسوريا وتايلاند وفنزويلا وزيمبابوي. ويوضح هذا النهج جاذبية المبادئ التأسيسية لمجموعة البريكس بين الدول النامية، التي ترى في هذا التحالف بديلاً قابلاً للتطبيق لهيمنة الدولار الأمريكي.
القضايا الجيوسياسية لتوسيع البريكس
إن تمديد البريكس مع العضوية المحتملة لسبع دول جديدة يمثل نقطة تحول جيوسياسية كبرى. يحمل كل مرشح جديد نصيبه من التحديات والفرص ويعيد تشكيل ميزان القوى على الساحة العالمية.
إن تايلاند، من خلال إعرابها مؤخرًا عن اهتمامها بالانضمام إلى التحالف ورغبتها في المشاركة في قمة عام 2024، تسلط الضوء على الجاذبية المتزايدة لمجموعة البريكس بالنسبة للاقتصادات الناشئة. ومن الممكن أن تعزز هذه الخطوة الاستراتيجية مكانة البلاد باعتبارها لاعباً رئيسياً في منطقة آسيا، من خلال تنويع شراكاتها الاقتصادية والسياسية.
ومن جانبها، دخلت باكستان في مناقشات متقدمة مع روسيا بشأن اندماجها، على الرغم من أن التوترات مع الهند قد تؤدي إلى تعقيد العملية. وهو وضع يوضح التعقيدات الجيوسياسية داخل مجموعة البريكس، حيث يمكن للتنافسات الإقليمية أن تؤثر على القرارات الاستراتيجية للكتلة.
إن الآثار المترتبة على هذا التوسع واسعة النطاق. وتهدف مجموعة البريكس إلى الإطاحة بالدولار الأمريكي كعملة احتياطية في العالم، من خلال تشجيع استخدام العملات المحلية في التجارة الدولية. ومن الممكن أن يؤدي مثل هذا التحول إلى تعطيل النظام الاقتصادي القائم وأن يكون له تداعيات كبيرة على الاقتصادات المعتمدة على الدولار.