أكدت سامية العموري الخبيرة في الإعلام التربوي وأستاذة التعليم في تونس أكدت أن موضوع الباكلوريا الفرنسية في البلاد يستحق أن يكون محور اهتمام ويجب أن يُطرح بجدية لأن له مسببات تجعل المواطن يحث إبنه أو ابنته على اجتياز هذا الاختبار.
وتتابعالعموري في تصريح لـ«القدس العربي»: «أولا لنتساءل كيف تسمح التشريعات والقوانين بطرح مثل هكذا مناظرات في بلادنا التي لديها وزارة للتربية وباكالوريا تونسية، وثانيا لماذا يلتجئ التونسي إلى الباكالوريا الفرنسية؟».
وتضيف: «هذا يعود برأيي إلى تواجد الدولة الفرنسية في تونس، وأن الاستعمار الفرنسي ما زال موجودا بكل موروثه ويظهر ذلك في عدة مجالات على غرار التظاهرات الثقافية ومن خلال هيمنة اللغة الفرنسية، وأيضا من حيث تواجد الباكالوريا الفرنسية التي تدفع الناشئة للإقبال على هذا الاختبار. فالتونسي يجد نفسه مجبرا على دفع تكاليف الباكالوريا الفرنسية لأنه حسب نظرته أكثر ضمانا لمستقبل أبنائه باعتبار أن التلميذ التونسي قادر على النجاح بتفوق وبعلامات ممتازة في الباكالوريا الفرنسية والتمتع بمنحة للدراسة في فرنسا».
وتضيف: «أما العامل الثالث فيعود إلى محتوى الاختبار، فالمنظومة التونسية اختباراتها صعبة ومعقدة، بينما الباكالوريا الفرنسية من حيث المحتوى متيسرة ويقبل عليها التلميذ التونسي بكل راحة ويجتازها بسهولة ويحظى بعلامات مرتفعة تسمح له بالتمتع بالمنح في فرنسا. إذن فالمنظومة التربوية في تونس تعاني من صعوبة البرامج والاختبارات وهو ما يجعل بعض التلاميذ يهربون منها بأيسر الطرق وذلك بنسبة تتصاعد من سنة إلى أخرى».