شكك محمد النجار الشاعر والباحث في تاريخ الإسلام المبكّر وصاحب كتاب “مقالات نقديّة في السيرة النبوية” في أن يكون العلامة عبد الرحمان ابن خلدون قد
قال أن شروط العيش في تونس تتلخص في التالي “وافق أو نافق أو غادر البلاد”
وقال النجار عبر فيديو مصور ” يُنسب خطأً إلى ابن خلدون، ولكن بعد مراجعة أعماله، لا يوجد أي ذكر لهذه العبارة. يبدو أنها انتشرت عشوائيًا على وسائل التواصل الاجتماعي ولا علاقة لها بأعمال ابن خلدون.
وعبدالرحمان ابن خلدون هو مؤرخ وفيلسوف اجتماعي وسياسي، وهو أحد أبرز علماء القرون الوسطى، ومن أكبر المؤرخين العرب.
ينسب إليه تأسيس علم الاجتماع، وهو واضع أصول فسلفة التاريخ، أنتج موسوعة تاريخية اعتُبرت من أهم مصادر الفكر العالمي، إضافة إلى كتابه “المقدمة” الذي اكتسب به شهرة عبر العصور. تقلب في مراكز الحكم والسلطان، وعرف المجد والشهرة، وابتُلي بالسجن والنفي والتشريد، وذاق مرارة الاغتراب.
وُلد يوم 27 ماي1332، الموافق للأول من رمضان 732هـ، في مدينة تونس زمن الدوّلة الحفصية.
كُنِّيَ “أبا زيد” حين صار أبا، ولُقّب وَلِيَّ الدِّين حين أصبح قاضيا في مصر، وطغى اسمه “ابن خلدون” على سائر العائلة التي تنسب إلى خالد بن عثمان، وقد عُرف جدهم هذا بـ”خلدون” بإضافة واو ونون إلى اسمه، إذ كان ذلك من علامات التعظيم عند أهل الأندلس والمغرب.
ينتمي عبد الرحمن إلى أسرة عريقة من عرب اليمن في حَضْرمَوت، يمتد نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر، وقيل إن عائلته دخلت الأندلس بعد الفتح الإسلامي، واستقرت في إشبيلية وصارت من ذوي الجاه والسلطة.
كان لعبد الرحمن أربعة إخوة، وكان والده عالما وفقيها، زهد في الحياة السياسية وآثر العلم والدرس.
توفي والداه بالطاعون عام 1349م وعمره آنذاك 18عاما، ولم يبقَ حوله إلا شقيقاه الأكبر والأصغر، كما نُكب بفَقد زوجته وأبنائه غرقًا في البحر، وهم في طريقهم إليه من تونس إلى مصر عام 1394.
عاش ابن خلدون حياة مضطربة، لم ينعم فيها بالهدوء والاستقرار، إذ “كان كثير التنقل كالظّل”، كما كتب عنه السلطان المغربي مولاي زيدان آنذاك. فقد قضى في ترحاله الجغرافي 24 سنة في تونس، و26 سنة متنقلا بين أرجاء المغرب والأندلس، و24 سنة في مصر والشام والحجاز.
ومن وصف المؤرخين له، أنه كان لا يستقر على حال، صعب المقادة، قوي الجأش، يعوزه حسن التأني.
بدأ سليل الأسرة الراسخة في العلم فاتحة دراسته في البيت تحت إشراف والده الذي كان معلمه الأول، وأخذ عنه بعض المعارف الأولى.
قرأ القرآن وحفظه وجوّده على محمد بن سعيد بن برّال بالقراءات السبع، ودرس “الشاطبية” في القراءات و”العقلية” في رسم المصحف، كما قرأ القرآن على أبي العباس أحمد الزواوي إمام المقرئين في المغرب.