رغم الاتفاق بين الرؤساء الثلاثة على عقد قمة ثلاثية كل ثلاثة أشهر الا أنه وباقتراب انقضاء شهر جويلية الجاري وهو الموعد المفترض لاحتضان العاصمة الليبية طرابلس الجولة الثانية لهذه القمة المغاربية لم تصدر أية اشارة من العواصم المغاربية الثلاثة حول امكانية عقدها والاتزام بهذا الموعد .
ففي نهاية الأسبوع الماضي عقد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أول لقاء من نوعه مع الأمين العام الجديد لاتحاد المغرب العربي، طارق بن سالم، منذ تعيينه، في مؤشر على طي صفحة الخلافات مع سابقه الطيب البكوش، وذلك بعد أشهر من تفاهم جزائري مع تونس وطرابلس على عقد قمة رئاسية ثلاثية دورية.
وأكّد عطاف، خلال لقاء ثنائي في العاصمة الغانية (أكرا)، أنّه «جدد تهانيه لطارق بن سالم إثر تعيينه أمينا عاما لاتحاد المغرب العربي»، وفق بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية.
ونوّه بـ«الخيار الصائب لتونس الشقيقة التي اقترحت لهذا المنصب دبلوماسيًا محنكًا يشهد له تمسكه والتزامه تجاه القضايا التي تعني المنطقة المغاربية». كما أكد له «أن الجزائر ستمد له يد العون في أداء مهامه، خدمةً لتطلعات ومصالح الشعوب المغاربية».
وقبلها بيوم واحد، استقبل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بمقر إقامته في العاصمة الغانية السبت، الرئيس الحالي لاتحاد المغرب العربي، طارق بن سالم، وذلك عقب صدور قرار تعيينه من قِبل محمد المنفي، وموافقة قادة الدول الأعضاء بالاتحاد على ذلك، وفق بيان صادر عن الهيئة المغاربية.
تفعيل عمل اتحاد المغرب العربي
وتناول اللقاء سُبل تفعيل عمل اتحاد المغرب العربي، وطبيعة المشاركة في الاجتماع التنسيقي نصف السنوي للاتحاد الأفريقي، بالإضافة لمناقشة التكامل بين الاتحاد الأفريقي واتحاد المغرب العربي وبقية المجموعات الاقتصادية الإقليمية، وإعادة تفعيل اللجان الوزارية القطاعية ومؤسسات وهيئات الاتحاد.
وفي مايو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية التونسية تعيين الدبلوماسي التونسي طارق بن سالم أمينا عاما جديدا لاتحاد المغرب العربي لثلاث سنوات، وذلك بداية من يونيو 2024، ليخلف مواطنه وزير الخارجية التونسي الأسبق الطيب البكوش، الذي عيّن بالمنصب في 2016.
وقد فاقمت الخلافات بين الجزائر والبكوش تعطيل محاولات المجلس الرئاسي مرارا دعوة قادة البلدان المغاربية لعقد اجتماع وزاري. ووجهت الجزائر انتقادات كبيرة للأمين العام السابق للاتحاد، مؤكدة أنه «يحاول تضليل الرأي العام المغاربي، وتزييف الحقائق بتحميل مسؤولية تعثر البناء المغاربي إلى الجزائر». وفي برقية لوكالة الأنباء الجزائرية، أبرزت أنّ «الجزائر ستبقى متمسكة بإرادتها القوية في إصلاح مسار بناء الاتحاد المغاربي، وتحقيق التطلعات المشروعة لشعوبه التواقة إلى تنشيط العمل المغاربي».
القمة الثلاثية في تونس
وخلال شهر أبريل الماضي، اتفق كل من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ونظيره التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، على عقد «لقاء مغاربي ثلاثي» كل ثلاثة أشهر. وعقد الأول شهر أبريل في قصر قرطاج، واتفقوا خلاله على «تأمين الحدود المشتركة من أخطار وتبعات الهجرة السرية، وتنمية المناطق الحدودية، ودعوا إلى إقامة مشاريع واستثمارات كبرى في مجالات مختلفة».
وفي تعليق للرئيس عبدالمجيد تبون عن «اللقاء الثلاثي المغاربي»، قال إنّه «ليس موجهًا ضدّ المغرب، وهو يسعى إلى إحياء العمل المغاربي المشترك». وأوضح أنه «لا يوجد عمل مغاربي مشترك، لذا قررنا عقد لقاءات مغاربية دون إقصاء أي طرف، والباب مفتوح للجميع». وأضاف تبون: «اتفقنا مع تونس وليبيا وموريتانيا على العمل معًا لخلق كيان مغاربي مشترك، وليس موجهًا ضد أي دولة».
مآل التفاهمات الجزائرية مع بن سالم
ومن المبكر الحكم على مآل التفاهمات الجزائرية مع بن سالم، وإن كانت ستقود إلى إعادة تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي، بينما يُجهل مصير القمة الثلاثية الثانية بين الجزائر وتونس وطرابلس، التي يكون المفترض عقدها شهر جويلية الجاري في العاصمة الليبية حسبما هو متفق عليه.
واحتضن قصر قرطاج أعمال القمة المغاربية الثلاثية الأولى،يوم 22 أفريل الماضي من أجل التشاور والتنسيق بين البلدان الثلاثة بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بناء على اتفاق جرى خلال اجتماعهم على هامش قمة الدول المصدرة للغاز التي استضافتها العاصمة الجزائرية في فيفري الماضي.